❊ المواد الطبية تنفد ولم تبق سوى 48 ساعة وينفد الكهرباء ❊ نحن نموت.. هل عجزت الدول العربية عن فتح معبر رفح؟ ❊ نوجّه صرخات استغاثة حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ❊ لا وقود ولا كهرباء ولا ماء.. الجرحى يموتون والوضع يخرج عن السيطرة ❊ أكثر من 60 ألف نازح يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بمجمع الشفاء قدّم مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة، الدكتور محمد أبو سلمية، صورة أقل ما يقال عنها إنها كارثية وقاتمة عن الأوضاع المأساوية التي آلت إليها كل مستشفيات القطاع، التي تئن تحت آلة القصف الصهيوني منذ أكثر من شهر وحصار مشدّد أنهك المدنيين في غزة، لتتجاوز بذلك حصيلة الشهداء 10 آلاف شهيد، حوالي نصفهم من الأطفال. حذّر الدكتور أبو سلمية في تصريحات ل"المساء" من مخاطر انهيار المستشفيات الوشيك ومنها مستشفى الشفاء الطبي بغزة في حال لم يتم إدخال الوقود والمساعدات الطبية والإنسانية في ظرف لا يتجاوز 48 ساعة. وقال "كل شيء ينفد ولم تبق سوى 48 ساعة وينفد الكهرباء ويتوقف كل شيء"، مضيفا "نحن نعمل بموّلد احتياطي في مستشفى الشفاء لتزويد أقسام العناية المركزة والحضانة العمليات وغسيل الكلى، لكن إذا لم يتم إدخال الوقود سنكون أمام كارثة حقيقية وسينهار كل شيء"، كما شدّد أن "الوضع الصحي صعب جدا ولا نستطيع التكيف ولا التأقلم معه، حيث لم يدخل القطاع منذ 31 يوما لا وقود ولا كهرباء ولا ماء ولا غذاء والمرضى يموتون والجرحى يموتون". وعاتب المسؤول الصحي في غزة كل الدول العربية والإسلامية وحتى العالم وهو يتساءل، بنبرة صوت مزجت بين مشاعر الخذلان والحزن والألم والوجع، عن عجز هذا العالم في إدخال الغذاء والوقود إلى قطاع غزة، قائلا "هل عجز العالم عن تقديم المساعدات الطبية؟.. وهل عجزت الدول العربية عن فتح معبر رفح لإجلاء الجرحى؟.. نحن نموت ولا أحد يدري بنا الآن". ووصف أبو سلمية ما وصل إليه الوضع في مجمع الشفاء الطبي وعموم مستشفيات قطاع عزة بأنه سيئ للغاية، حيث قال "أعداد الجرحى والشهداء كبيرة للغاية ونتحدث عن أكثر من 12 ألف ما بين شهيد ومفقود معظمهم من الأطفال والنساء وعدد جرحى تجاوز 25 ألف". وأمام هذه المعطيات أكد محدثنا أن المستشفيات غير قادرة على تحمل مزيد من الجرحى في وقت نفذ فيه كل شيء، من أدوية التخدير والمطهرات ومواد تثبيت الكسور، مع امتلاء أقسام العمليات تماما، إلى درجة أن الأطباء أصبحوا يجرون عمليات جراحية لبعض المرضى دون تخدير، فيما يوجد الكثير من الجرحى يموتون والأطباء ينظرون إليهم ولا يستطيعون تقديم الخدمة لهم. وأشار إلى أن مستشفى الشفاء يضم أكثر من 60 ألف نازح يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في وضع صحي صعب تسبب في إصابة بعض الأطفال بالجفاف والقيح والإسهال والأمراض الجلدية نتيجة عدم وجود المياه وأي أشياء صحية أخرى. وليس ذلك فقط، فقد فاقم القصف الصهيوني المتعمد للمستشفيات من خطورة الوضع الصحي، حيث أشار أبو سلمية إلى أن استهداف مستشفى الشفاء أول أمس في الدور الخامس في مبنى القدس أدى إلى استشهاد طفلة واصابة آخرين، وقصف مستشفى الرنتيسي للأطفال تسبب في استشهد أربعة من النازحين وإصابة العشرات وقصف مستشفى النصر للأطفال تسبب في استشهاد أربعة أشخاص وخمسة من زوجات العاملين وأبنائهم. مستشفيات القطاع تنهار تباعا وبينما بكى مدير المستشفى الاندونيسي، عاطف الكحلوت، الذي احتسب العالم أجمع لله، بحرقة بسبب الوضع الكارثي الذي آل إليه المشفى وعجز الطاقم الطبي عن التصرف أمام انعدام المستلزمات الطبية والأدوية وتقديم العلاج للمرضى والجرحى الذي يأنون تحت الوجع والالم، حذّر مدير مستشفى العودة، أحمد مهنا، من أن هذا الأخير سيتوقف تماما عن العمل في ظرف ساعات معدودات بسبب نفاد مخزون "السولار" وهو نوع من أنواع الوقود يستخدم في تشغيل المولدات الكهربائية. وقال في تصريحات صحافية لدينا 60 مريضا مقيمين في المستشفى بعضهم حالته خطيرة وأخرون حالتهم متوسطة، في حين أن 80% من المرضى هم من النساء والأطفال، مشدّدا على أن الطاقم الطبي للمشفى يقوم بالمستحيل حتى يستمر العمل "لكن لا خيار أمامنا بعد نفاد الوقود" في وقت تشرف فيه الإمدادات اللوجيستية على النفاذ. ونفس الوضع المأساوي أكده مدير مشفى الكويتي في غزة، صهيب الهمص، الذي قال في تسجيل مصور أن الاحتلال الصهيوني يواصل استهداف المدنيين، مؤكدا وصول عشرات الإصابات من الأطفال والنساء والمدنيين العزل جد خطيرة تتنوع ما بين حرق كامل وبتر للأطراف وإصابات شديدة التعقيد يصعب التعامل معها.