أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة اليوم الاثنين بولاية معسكر على تعزيز العمل على حماية مآثر الأمير عبد القادر. و ذكر الوزير في كلمة له خلال زيارته للمعلم التاريخي شجرة "الدردارة" ببلدية غريس في إطار مراسم إحياء الذكرى ال191 للمبايعة الأولى للأمير عبد القادر أنه "من واجبنا جميعا أن نعزز العمل على حماية مآثر الأمير عبد القادر الجزائري وأمثاله من عظماء هذا الوطن الشامخ ونحافظ على ذاكرتهم ونسهر على إيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة حيث لن يتأتى لنا ذلك إلا بإحياء ذكراهم في كل مناسبة ونشر أعمالهم والذود عن سيرتهم". و أشار السيد ربيقة الى "مبادرة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بإنجاز أعمال تخليدية لهذا الرمز الشامخ حيث يدخل ذلك في إطار العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية لكل المسائل المرتبطة بذاكرتنا الوطنية المجيدة". و قال انه "في هذه الذكرى التاريخية نجدد العهد بالسير على نهج المجاهد الأمير عبد القادر ونهج شهدائنا الأبرار الذين كانت ولا تزال قيمهم منارات مشعشعة بالنور". و يعد الأمير -يضيف الوزير- "رمزا للنضال الوطني المشرف وعلامة متميزة في مقاومة الاحتلال وليس غريبا أن يتجاوز عصره بما له من كفاءة ومقدرة عل القيادة والاستشراف"، مشيرا الى أن "قيم ومبادئ الأمير عبد القادر شكلت مصدر الهام للأجيال المتعاقبة من أبناء أمتنا لبذل الجهود للتحرير والبناء والتشييد واستكمال تجديد الصرح الوطني الذي أرسى دعائمه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون". و أشار السيد ربيقة إلى أن "مبايعة الأمير عبد القادر تحمل أكثر من دلالة ومعنى حيث كان لها أثر فاعل وايجابي في نجاح مقاومته و ديمومتها واستمرارية قيمها ومبادئها"، مضيفا أن "المبايعة تبقى ملحمة منسوخة في الذاكرة ومسطرة بأحرف من نور في سجل الشعب الجزائري المناهض للظلم و الاستبداد على مر التاريخ". و من جهة أخرى، وخلال زيارته لدار قيادة الأمير عبد القادر، حيث اطلع على سيف مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة المسترجع مؤخرا من طرف وزارة الثقافة والفنون، بمعية وزارتي المجاهدين وذوي الحقوق و الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أبرز السيد ربيقة أن دائرته الوزارية "تعمل جاهدة على متابعة كل ما له صلة من أشياء من موروث مادي وغير مادي تم الاستيلاء عليه من طرف الاستعمار الفرنسي والحرص على استرجاعه بكل الآليات الممكنة الخاصة منها الآليات القانونية". و أضاف في هذا الشأن، أن "هذه النسخة الأصلية من سيف الأمير عبد القادر لها رمزية كبيرة و ينبغي المحافظة عليها"، مقترحا "استنساخ سيف من نفس المواصفات بغية المحافظة على النسخة الأصلية للسيف لكي يبقى للأجيال القادمة". و للإشارة فقد أشرف الوزير, الذي كان مرفوقا برئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله ضمن مراسم إحياء هذه الذكرى التاريخية, على افتتاح الملتقى الوطني حول "الامتدادات الوطنية لدولة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية...مدن ورجال"، المنظمة من طرف مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع نادي "البيان" الفكري و الثقافي لدار الثقافة "أبي رأس الناصري" لمعسكر فضلا على زيارة محكمة الأمير. كما أعطى السيد ربيقة بالمناسبة إشارة انطلاق قافلة للشباب لتجوب المواقع الأثرية المرتبطة بتاريخ مقاومة الأمير عبد القادر, كما تم عرض فيلم وثائقي حول المسيرة البطولية للأمير عبد القادر من انجاز مديرية المجاهدين وذوي الحقوق إلى جانب متابعة عرض الدراسة الخاصة بمشروع تهيئة قاعة علاج و التدليك والتأهيل الوظيفي لفائدة المجاهدين وذوي الحقوق و تكريم عدد من مجاهدي و مجاهدات الولاية. و زار الوزير ضمن هذه المراسم على مستوى المعلم التاريخي لشجرة الدردارة" الذي شهد المبايعة الأولى للأمير عبد القادر معارض مختلفة حول المسيرة النضالية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وحضور أنشطة فنية و ثقافية متنوعة إلى جانب تكريم الفائزين في المسابقات الثقافية والفنية المنظمة من قبل قطاع الثقافة بهذه المناسبة التاريخية. كما زار الوزير أيضا زمالة الأمير عبد القادر ببلدية سيدي قادة حيث طاف بمعرض لنماذج أسلحة الأمير وكذا زيارة زاوية "سيدي محي الدين" ببلدية القيطنة مسقط رأس الأمير التي أشرف بها على تكريم عدد من طلبتها من حفظة القرآن الكريم.