انطلقت مساء يوم الخميس بمدينة مستغانم فعاليات الطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون المهدى للشيخ "سيدي لخضر بن خلوف" (القرن السادس عشر). وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الذي أقيم بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بتقديم تركيب فني بعنوان "جولة حنين" تضمن إلقاء عدة مقاطع شعرية لثلة كبيرة من الشعراء من بينهم ناصر حجاج ووحيدة طيب وعبد القادر عرابي وعودة بلعربي امتزجت خلالها كلمات الوطنية الجزائرية بمعاني المقاومة الفلسطينية. وقالت وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي في كلمتها الافتتاحية التي قرآها نيابة عنها السيد عمار نوارة أن "الشعر الملحون الجزائري خزان ثري يحتوي على عصارة إبداعات شعرائنا أمثال سيدي لخضر بن خلوف وبن مسايب وبن تريكي وعبد القادر الخالدي ومصطفى بن إبراهيم وهو جزء لا يستهان به من الثقافة الشفهية التي تنتقل جيلا بعد جيل حاملة معها رسالة دينية وحقائق تاريخية ومشاعر وجدانية تعبر بصدق عن الحياة الاجتماعية". وأردفت ذات المتحدثة أن دائرتها الوزارية "تعمل على إبراز وتثمين هذا النوع من التراث اللامادي الجزائري الذي يتميز بخصائص فريدة لا نجدها في الأنواع والأغراض الأخرى من الأدب الشعبي العالمي مستعينة في ذلك بهذا المهرجان الذي يعتبر أداة لترسيخ هذا المسعى من خلال المسابقات الشعرية والمحاضرات العلمية والعروض الفنية الراقية". وقامت محافظة المهرجان خلال هذا الحفل بتكريم الشاعر والفنان الراحل في الطرب البدوي الأصيل الشيخ بن ذهيبة البوقيراتي (1942-2021) نظير مسيرته الفنية ومساهماته في الحفاظ على الأغنية البدوية والتراث الشعري الملحون وتم عرض وثائقي يخلد ذاكرته التي تجاوزت 6 عقود. وتم خلال هذا الحفل تقديم قصائد للشعراء "لخضاري أحمد" و"عبد السلام بن مدور" و"باينين حاج" و"بوعلام بن سليمان" والشاعرة "فاتن أمازيغ" وغابت عن الركح "استثنائيا" الوصلات الغنائية في مختلف أنواع الطرب الجزائري تضامنا مع الأشقاء في غزة. ويتضمن برنامج المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون تنظيم ملتقى دراسي وطني بعنوان "الشعر الملحون والمقاومة" بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مولاي بلحميسي وثلاث سهرات فنية مع 51 شاعرا قادما من 18 ولاية، كما أشار إليه المنظمون.