أكد متعاملون اقتصاديون ينشطون في التصدير حظيوا بالتكريم, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, في إطار جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مصدر لسنة 2023, انخراطهم في مسعى السلطات العمومية لترقية التصدير, معتبرين انه بالإمكان تسجيل ارقام احسن في مجال التصدير خارج المحروقات بحلول 2030. كما عبروا في تصريحات ل/وأج, على هامش مراسم تسليم الجوائز في طبعتها الثانية, التي أشرف عليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال, عن سعادتهم و ''فخرهم'' بنيل هذه الجوائز كونها "حافزا ايجابيا جدا من شأنه المساهمة في تطوير نشاطها والترويج للمنتوج الوطني". وفي هذا الاطار, أكد محمد أنيس بوضياف مدير المبيعات والتسويق بشركة ''حكمة فارما الجزائر" المتخصصة في المنتجات الصيدلانية أن الجائزة التي تحصل عليها "هي مصدر فخر بالنسبة للمؤسسة و تشجعنا على مواصلة النشاط والمزيد من المثابرة". وعبر في هذا الخصوص عن "انخراط المؤسسة في توجيهات السلطات العمومية سواء بالنسبة لتطوير الصناعة الدوائية الوطنية أو رفع التصدير, ورؤيتنا هي المزيد من التوسع والاستثمار في شعب صيدلانية جديدة". وتختص مؤسسة "حكمة فارما", التي تعتبر فرعا لمؤسسة دولية, في تصنيع مختلف انواع الادوية, منها الدواء الجنيس وادوية السرطان, و تصدر منتجاتها الى عدة دول, لاسيما العربية, كما تستهدف في السنوات القليلة المقبلة رفع رقم اعمالها للتصدير الى 20 مليون دولار, حسبما أفاد به السيد بوضياف. ونالت المؤسسة اليوم شهادة تشجيعية شرفية مع 9 مؤسسات كرمت بمناسبة هذه الطبعة الجديدة للجائزة التي يكرم بموجبها المتعاملون تقديرا لجهودهم ومساهمتهم في تنويع و تطوير الصادرات الجزائرية خارج المحروقات. من جهته أكد طارق بولمرقة رئيس الجمعية الجزائرية للمصدرين ''أنيكسال" أن الشركات المكرمة "تشرف الجزائر وتشرف نشاط التصدير بشكل أخص ونحن في الطريق الصحيح لتنويع اقتصادنا" بفضل الجهود التي تبذلها السلطات العمومية في تطوير النقل البحري والجوي التجاري وفتح البنوك لا سيما في افريقيا. وبخصوص الافاق المستقبلية, عبر رئيس الجمعية المهنية عن قناعته بتحقيق ''ارقام جيدة'' في مجال التصدير خلال السنوات المقبلة في اطار رؤية 2020- 2030 خصوصا في حال ازالة العراقيل وتجسيد تسهيلات اخرى للصادرات غير النفطية وكذا "رفع الحقوق الجمركية عن الصادرات نحو افريقيا في اطار منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية +زليكاف+ سنة 2025". من جانبه شدد ألب توبكوغلو, عضو مجلس ادارة "توسيالي الجزائر" للحديد و الصلب, التي حصلت على جائزة احسن مصدر في فئة المؤسسات الصناعية, على أهمية الاصلاحات التي باشرتها الجزائر وأن "بعث الاستثمارات العمومية الكبرى من شأنه ان يمنحنا الثقة ووضوح النظر", معربا عن سعادته بالتكريم الذي حظيت به الشركة التي تستهدف لسنة 2024 تصدير 800 مليون دولار لترتفع صادراتها الى 1,5 مليار دولار سنة 2025 ثم 2,2 مليار دولار في 2026. أما محمد رقيق مسير شركة "إنتراديس ألجيريا", التي نالت جائزة احسن مؤسسة مصدرة للمنتجات الفلاحية, فأبرز أهمية مثل هاته الجوائز كونها تشكل "حافزا معنويا ايجابيا جدا بالنسبة للمؤسسة, يسمح لنا بتطوير نشاطنا و خدماتنا لنرتقي بها بشكل أكبر". وأضاف أن ذلك "يساهم بالترويج للمنتوج الجزائري دوليا وتحقيق رقم أعمال أكبر في السنوات القادمة في إطار السياسة الوطنية لترقية الصادرات ورؤية 2020-2030", لافتا بالمقابل الى أن الشركة التي تأسست منذ سنتين تنشط في مجال تصدير المنتجات المختلفة, لاسيما الفلاحية, نحو مختلف الاسواق. وبدوره أكد نور الدين مصالي المدير العام للشركة الصغيرة و المتوسطة ''ألتيو إينرجي" دور نشاط تصدير الخدمات في الحركية الاقتصادية, الذي "لا يقل أهمية عن تصدير السلع", منوها بالإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية في السنوات الاخيرة لدعم و مرافقة المصدرين. وعن نشاط المؤسسة, اوضح السيد مصالي, الذي نال جائزة المصدر الاصغر سنا, انه يرتكز على مجال الخدمات الادارية للمؤسسات والتسويق خصوصا لصالح الشركات الاجنبية العاملة في الجزائر. وأضاف ان هذا النوع من النشاط الذي يقوم على تصدير المعرفة (know-how) تطور بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة بالجزائر, ما انعكس على ارتفاع الوظائف التي استحدثتها الشركة مؤخرا, حيث فتحت الابواب لشباب متكون في مختلف التخصصات للمساهمة بحلول تقنية و تسييرية في ميدان الموارد البشرية و التسويق. يذكر أن جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مصدر تمثلت في منح درع تذكاري وشهادة تقديرية لأحسن مصدر يندرج ضمن فئات : مصدري المنتجات الصناعية والصيدلانية, ومصدري المنتجات الفلاحية, مصدري الخدمات, والمصدرون نحو القارة الافريقية, إضافة إلى المصدر الاصغر سنا والنساء المصدرات, حسبما ورد في مرسوم رئاسي صدر في العدد 45 من الجريدة الرسمية والمتضمن إحداث هذه الجائزة.