أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الجمعة بليوبليانا، عن إعتزاز الطرفين الجزائري والسلوفيني ب "الطفرة النوعية" التي تشهدها العلاقات بين البلدين، سواء من ناحية تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى أو من ناحية ارتفاع حجم التعاون الثنائي. وخلال ندوة صحفية مشتركة نشطها مع نائبة رئيس الوزراء و وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية، تانيا فايون، عقب المحادثات التي جمعت الطرفين في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى سلوفينيا بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قال السيد عطاف أن اللقاءات التي أجراها مع عديد المسؤولين السلوفينيين، أكدت في مجملها على ثلاث معطيات رئيسية، على رأسها "إعتزاز الطرفين المشترك بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الجزائرية-السلوفينية، سواء من ناحية تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى، أو من ناحية ارتفاع حجم التعاون الثنائي و اتساع قاعدة أولوياته". أما المعطى الثاني فيتمثل، كما قال السيد عطاف، في الموقف "المعبر عن ثقتنا الكبيرة في الآفاق الواعدة لهذه العلاقات بالنظر لمقومات التعاون والتكامل التي يزخر بها بلدانا، وكذا بالنظر لما يجمعنا من توافق سياسي حول ما يحيط بنا في عالم اليوم من تطورات متسارعة واضطرابات مقلقة واختلالات في موازين القوى الكبرى". ويتمثل المعطى الثالث -حسب السيد عطاف- في "التزامنا المشترك بمضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من المكاسب، سواء فيما يتعلق بالمجال الطاقوي الذي تهيكل حوله تعاوننا الثنائي لحد الآن، أو فيما يخص عديد المجالات الأخرى التي نثق أنها ستقدم إضافة نوعية لشراكتنا المتجددة، على غرار الصناعة الصيدلانية، والذكاء الاصطناعي، والتعليم العالي، وكذا تكنولوجيات الفضاء والطاقات المتجددة". وفي هذا المقام، أعرب السيد عطاف عن التطلع "لتجسيد ما ينتظرنا في قادم الأيام والأشهر من رزنامة عمل متنوعة وثرية وطموحة في ذات الحين، وهي الرزنامة التي تشمل برمجة زيارات رسمية من الجانبين على أعلى مستوى، وإثراء الإطار القانوني للتعاون الثنائي، وتنظيم الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي، وكذا تأسيس وتفعيل مجلس مشترك لرجال الأعمال". وفي ذات السياق، أشرف وزير الخارجية رفقة السيدة فايون على مراسم تدشين سفارة الجزائر بليوبليانا، وهي السفارة التي ستعمل سويا مع نظيرتها، سفارة سلوفينيابالجزائر، "لتمكيننا من تجسيد هذا البرنامج الطموح والواعد"، يقول السيد عطاف. ولفت السيد عطاف أن "الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الجزائرية-السلوفينية يتجسد أيضا في التنسيق المحكم والهادف بين البلدين في إطار عهدتيهما كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن، وهو التنسيق الذي يستمد قوته من التزامهما المشترك بمنظومة القيم والمبادئ المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة". ومن هذا المنظور، يقول السيد عطاف "فإننا نتطلع بكل ثقة إلى الرئاسة السلوفينية لمجلس الأمن الشهر المقبل، وكلنا يقين بأنها ستكون رئاسة متميزة وبأنها ستترك بصمة فريدة ومتفردة في أشغال المجلس" وستدعمها الجزائر "بكل قوة"، مضيفا أن "نجاح سلوفينيا هو نجاح للجزائر، ونجاح لأنصار الحق والشرعية، وللتواقين إلى العدالة والإنصاف وللمتمسكين بشرعية ومشروعية ما تقره المنظومة الدولية". وذكر السيد عطاف في كلمته بالتحديات التي يشهدها العالم، في مقدمتها "ضرورة مضاعفة الجهود لوقف حرب الإبادة المسلطة على الفلسطينيين في قطاع غزة وكبح جماح التصعيد الاسرائيلي متعدد الجبهات والوجهات في منطقة الشرق الأوسط". وأبرز الوزير ان لقاءه مع تانيا فايون كان "فرصة للتأكيد على موقف البلدين المشترك والموحد بشأن التطورات المتعلقة بغزة بصفة خاصة وبالقضية الفلسطينية بصفة عامة"، مثنيا على قرار سلوفينيا الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، الذي يمثل "خطوة صائبة تخدم السلم وتخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقدم إسهاما نوعيا بارزا في تطبيق شرعية التفت حولها سائر المجموعة الدولية، ألا وهي شرعية حل الدولتين كتسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الاسرائيلي-الفلسطيني". هذا، وشملت المحادثات حسب السيد عطاف التطرق إلى التطورات المسجلة في فضاءي انتماء البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية والأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، ومستجدات قضية الصحراء الغربية، وكذا مستقبل الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، حيث جدد الطرفان "دعمهما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ونهائي لقضية الصحراء الغربية في إطار احترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، لاسيما و أن هذا المبدأ الجوهري يحظى بمكانة تاريخية خاصة لدى كل من الجزائروسلوفينيا على حد سواء".