حذر تقرير للأمم المتحدة من تفاقم أزمة الجوع العالمية, إذ يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الانعدام الحاد للأمن الغذائي, مشددا على أن الجوع في قطاع غزة الأكثر شدة في التاريخ. وقال التقرير, الذي نشر اليوم السبت, إن الصراعات والتغيرات المناخية أدت إلى زيادة حادة في أعداد الجوعى, خاصة في مناطق مثل السودان وقطاع غزة. و أكد مسؤولون أمميون قدموا إحاطة عن التحديث نصف السنوي للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024, الذي يغطي الفترة حتى نهاية أغسطس 2024, الحاجة الماسة إلى زيادة التمويل الإنساني, والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية, مثل الصراعات والتغيرات المناخية, وذلك لمنع تفاقم الوضع وتجنب حدوث مجاعات أوسع نطاقا. و أوضح التقرير أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيا من انعدام الأمن الغذائي, تضاعف من 705 آلاف شخص في 5 دول و أقاليم في عام 2023 إلى 1.9 مليون في 4 دول أو أقاليم في عام 2024. وعن الوضع في قطاع غزة, الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا, يقول ماكسيمو توريرو, كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو), إن "أزمة الغذاء لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية, مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة". وقد اشتدت حدة الأزمة, حيث عانى نصف السكان من المجاعة خلال الفترة الممتدة بين مارس وأبريل, لافتا الى ان التوقعات تشير إلى انخفاض هذه النسبة إلى 22 بالمائة من السكان, أي حوالي 495 ألف شخص, خلال الفترة الممتدة بين يونيو وسبتمبر 2024. وبخصوص السودان, قال توريرو, إن المجاعة مستمرة في مخيم "زمزم" للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور, ومن المتوقع أن تستمر حتى أكتوبر المقبل. وأشار إلى أن العديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء السودان, معرضة أيضا لخطر المجاعة بسبب استمرار النزاع المسلح ومحدودية المساعدات الإنسانية. و أضاف أن الصراع يستمر في التسبب بتدهور سريع للأمن الغذائي في السودان, حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 26 بالمئة من الأشخاص سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتم تصنيف حوالي 25.6 مليون شخص على أنهم يعانون من مستوى أزمة أو أسوأ, وألقى الصراع في السودان بظلاله على الأمن الغذائي في البلدان المجاورة على غرار تشاد وجنوب السودان, بحسب توريرو.