نظم اليوم الأربعاء ملتقى حول الشهيد بطل ثورة التحرير الوطنية عبد الرحمان ميرة, بجامعة بجاية التي تحمل اسمه, استعرض خلاله الجامعيون المشاركون ورفقائه في السلاح حياته و مسيرته الثورية. وركزت مداخلات المشاركين في هذا اللقاء على الشجاعة وروح التضحية التي ميزت عبد الرحمان ميرة ونضاله من أجل تحرير البلاد, لاسيما خلال قيادته للولاية السادسة (1956-1957) و الولاية الثالثة التاريخية (بداية 1959 إلى نهاية 1959). وسقط الشهيد ميرة في ميدان الشرف يوم 6 نوفمبر 1959, إثر كمين نصبه الفوج الثاني لمشاة البحرية المحمولة جوا على مستوى وادي آث حياني,غير بعيد عن مسقط رأسه بقرية تاغلات بآث مليكش, ما بين منطقتي تازمالت وأقبو. وأفاد نجل الشهيد, طارق ميرة, أن عبد الرحمان ميرة قدم أغلى ما لديه (نفسه) بعد أن أصيب برصاص العدو في وجهه, لافتا إلى انه لم يتم العثور على جثته إلى يومنا هذا. للإشارة, فإن قوات الاستعمار أقامت احتفالات كبيرة بعد وفاة الشهيد ميرة, إذ تم عرض جثته لمدة أربعة أيام وسط قرية تاغلات, قبل نقلها بطائرة هليكوبتر إلى وجهة مجهولة, ظلت إلى يومنا هذا محل بحث من طرف المؤسسة الحاملة لاسمه والتي يترأسها ابنيه إسماعيل وطارق. وحسب العديد من المجاهدين المشاركين في اللقاء والذين أصروا على استذكار كل مسيرته النضالية منذ إلتحاقه بالثورة سنة 1954, فإن عمل العدو على إخفاء مكان جثة عبد الرحمان ميرة كان بسبب خوفهم من تحول قبره إلى مزار يتوافد إليه الناس لتخليد ذكراه و مآثره. ولد عبد الرحمان ميرة سنة 1922 بتاغلات, على بعد 75 كلم غرب بجاية, و إلتحق بالدفاع عن القضية الوطنية سنة 1947. وكان مناضلا نشيطا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية, سيما بمنطقة أوبرفيلييه (فرنسا). وفي عام 1954, إلتحق ميرة بجبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني، حيث جمع بين النشاط السياسي والتوعوي الشعبي والعمل المسلح في إطار مسار نضالي زاخر, برزت خلاله مساهمته الفعالة في ضمان أمن مؤتمر الصومام إلى جانب قائد الولاية التاريخية الثالثة آنذاك, العقيد عميروش. كما ذكر المتدخلون من بين إنجازاته العسكرية الكبرى, تنظيم عملية نقل السلاح من تونس إلى معاقل الثورة, حيث كان شخصيا من بين المشاركين في هذه المهمة لعدة مرات, إلى جانب سعيه ببوسعادة (المسيلة) من أجل الجمع بين القوات بالمناطق الثالثة والرابعة والخامسة لجيش التحرير الوطني. وتطرق البعض إلى شجاعته و استبساله في مداهمة قوات الاستعمار, لاسيما خلال فترة عملية "جومال" التي أقدم عليها العدو بوسائل مادية و بشرية استثنائية كان الهدف منها إفشال الثورة في وادي الصومام. وأكد أحد المجاهدين في شهادته أنه "كان من طينة الأبطال", مستدلا ب "أن كل الإدارة الاستعمارية كانت تلاحقه باستمرار".