اعتبر نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة الذي اغتاله الجيش الفرنسي في 6 نوفمبر 1959 أن معرفة الحقيقة حول جثث شهداء الثورة المفقودين أثناء حرب التحرير قضية ينبغي أن تعالج على مستوى الدولتين. ففي لقاء نظمته جريدة "المجاهد" أول أمس إحياء لذكرى استشهاد المجاهد عبد الرحمان ميرة، صرح السيد طارق ميرة أن البحث عن الحقيقة حول مصير جثث شهداء الثورة المفقودين من طرف افراد أو جمعيات يظل غير كاف، معتبرا أنه من الضروري معالجة هذه القضية على مستوى الدولتين. وقال طارق ميرة في مداخلة له "ليست فقط جثة والده التي لم يعثر عليها بل هناك أيضا جثث لشهداء آخرين أمثال محمد بوقرة". وصرح أنه قام "شخصيا" بجملة من التحريات وتمكن من الحصول على معلومات تخص الفونس تيغر النقيب في الجيش الفرنسي الذي أمر باغتيال والده، موضحا أن هذا الأخير "يرفض" استقباله. وأكد نجل عبد الرحمان ميرة أن الجيش الفرنسي كان يتلف جثث الشهداء "حتى لا تصبح قبورهم مواقع للتجمع او حافزا للتعبئة لصالح المقاومة". وقد ادلى بعض رفقاء كفاح الشهيد عبد الرحمان ميرة خلال هذه الطاولة المستديرة بشهادات تصف الشهيد ب"الشجاع" و"الوطني" و"الوفي". سقط عبد الرحمان ميرة في ميدان الشرف ببلدية شلاطة (بجاية) على بعد 01كلم من مقر قيادة أرتوا للجنرال شال الذي كان يشرف آنذاك على العملية العسكرية المسماة "جومال". وأفادت الشهادات أن الشهيد ميرة انضم إلى الحركة الوطنية سنة 1947 عند التحاقه بالحركة من أجل نصرة الحريات الديمقراطية. اما خلال حرب التحرير فكان الشهيد يتميز "بروح قتالية عالية وشجاعة مثالية". نال الشهيد ميرة في 15 مارس 1956 ميدالية المقاومة لنجاحه في منطقة بوسعادة على رأس 350 جنديا في ربط الاتصال بين فرق المناطق III وIV وV التي أصبحت تسمى بالولايات بعد مؤتمر الصومام. تم تعيينه قائدا للولاية III التاريخية بعد اغتيال عميروش وسقط في ميدان الشرف رفقة الشاب مولود ياطا خلال عملية شنها الفيلق الاول للفرقة الثانية لمشاة البحرية الجوية بقيادة القائد ألفونس تريغر على مستوى تقاطع قريتي آيت مقدم وآيت حياني. وبعد التعرف على الجثة من طرف عدد من المساجين بثكنة تيزي نسليب وبأقبو تم عرضها في اليوم التالي بقريتي تاغلات وتازمالت قبل أن تنقل على متن طائرة عمودية إلى وجهة ظلت مجهولة إلى يومنا هذا . (واج)