أحيت ولاية بجاية آمس السبت ذكرى استشهاد عبد الرحمان ميرة أحد قادة الولاية الثالثة التاريخية الذي سقط في ميدان الشرف يوم 6 نوفمبر من عام 1959 وسلاحه في يده في كمين نصبه له العدو غير بعيد عن قرية آيت هيني بالقرب من شلاطة على بعد 75 كلم غرب بجاية. (واج) وحضر مراسم هذا التكريم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو مرفوقا برفاق الشهيد وأفراد من عائلته وعدد من المنتخبين الوطنيين والمحليين وجمع من المواطنين. واستغل الحضور المناسبة للاستماع الى عدة كلمات تناولت السيرة الذاتية للشهيد ميرة وشجاعته الفريدة التي استحق بفضلها كنية ''نمر الصومام''. ولد القائد ميرة عام 1922 بقرية بوعندة بمنطقة بني مليكش بتزمالت (على بعد 80 كلم غرب بجاية). وانضم إلى الحركة الوطنية من خلال نشاطه ضمن حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل الالتحاق عام 1954 بالعمل السري والمشاركة في اندلاع الثورة التحريرية الكبرى . وعرف القائد ميرة بتجنده وحنكته السياسية، حيث استحق عن جدارة ''ميدالية المقاومة'' في مارس 1956 بعد أن نجح في لم شمل جنود المناطق الثالثة والرابعة والخامسة ليشرف بعد ذلك على ضمان أمن المشتركين في مؤتمر الصومام في أوت .1956 وعين مراقبا عسكريا للحدود في تونس قبل العودة إلى منطقة القبائل عام 1958 ليتولى قيادة الولاية الثالثة التاريخية. واستشهد عبد الرحمان ميرة وسلاحه بيده يوم 6 نوفمبر على يد القوات الاستعمارية بالقرب من قرية آيت هيني لتتصدر وفاته عناوين الصحافة الاستعمارية التي صفقت لحد اعتقادها آنذاك نهاية حرب الصومام. وتم عرض جثمانه بتغلاط ثم بتازمالت قبل نقله جوا إلى وجهة تظل مجهولة إلى غاية يومنا هذا. وبحسب ابنه طارق ميرة فإنه قد ورد أمر آنذاك بنقل جثمانه إلى عين أرنات بسطيف لكن لم يوجد له اثر هناك ابدا في الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن جثته في ثكنة بمنطقة بوقاعة فيما يقول آخرون إنها نقلت إلى فرنسا حيث يزمع أبناؤه اسماعيل وطارق إشعار أعلى السلطات الفرنسية بهذا الأمر. جدير بالذكر أن سيرة القائد ميرة ونضاله وخصاله شكلا موضوع ملتقى تم افتتاحه أمس الجمعة بتازمالت.