طالب مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة, فو تسونج, الكيان الصهيوني برفع قيوده المفروضة على الوصول الإنساني إلى غزة والتوقف عن استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة, في ظل التدهور السريع الذي يشهده الوضع الإنساني المزري في غزة. ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا", يوم الأربعاء, كلمة مندوب الصين أمام مجلس الأمن الدولي بشأن قضية الأمن الغذائي في غزة, قال فيها : "إنه لا يمكن تسييس القضايا الإنسانية ولا يمكن تسليح الجوع", مؤكدا "أنها الخلاصة الأساسية للقانون الإنساني الدولي". وأردف في هذا السياق قائلا أنه مع ذلك, خلال العدوان المستمر في غزة منذ 13 شهرا, "حرم المدنيون مرارا وتكرارا من احتياجاتهم الأساسية, فضلا عن انتهاك جميع أساسيات العمل الإنساني مرارا وتكرارا". وأكد أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا عند توسيع نطاق المساعدات الإنسانية "لا يكمن في نقص الإمدادات الإنسانية, بل في القيود المفروضة على الوصول الإنساني", داعيا الكيان الصهيوني إلى "فتح كل المعابر على الفور وإزالة بشكل فعال العقبات التي تعرقل الوصول الإنساني في جميع أنحاء غزة". وأضاف أن الكيان الصهيوني "يقيد الوصول الإنساني من ناحية ويتهم الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية بالتقاعس من ناحية أخرى, وهذا أمر غير مقبول", كما حث تسونج الكيان الصهيوني على "التعاون بشكل كامل مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى". وأكد أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة والتنفيذ المبكر لحل الدولتين هو "السبيل الأساسي" لإنهاء الصراع واستعادة السلام, وحث الكيان الصهيوني على وقف عملياته العسكرية في غزة وانتهاكاته في لبنان وغيرها من الدول. تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كانت قد أوضحت أمس الثلاثاء, أن ما يصل إلى قطاع غزة من مساعدات إنسانية غير كاف لمجابهة الوضع "الكارثي" في القطاع الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا. وأكدت المتحدثة باسم "الأونروا" لويز ووتريدج, في مؤتمر صحفي, أن "حجم المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة منذ أشهر بمتوسط 37 شاحنة يوميا, لا يكفي لسكان القطاع البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة", وهو ما يمثل 6 في المئة من حجم الإمدادات التجارية والإنسانية التي كانت تدخل غزة قبل بدء عدوان الاحتلال الصهيوني في 7 أكتوبر 2023. وكان المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني قد حذر السبت الماضي من احتمال حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة الذي يشهد حصارا تحت وطأة نيران الاحتلال منذ 5 أكتوبر الماضي. وأعرب لازاريني عن أسفه من أن احتمال حدوث مجاعة "ليس مفاجئا", مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني استخدم الجوع سلاحا, إذ يحرم الناس في غزة من الأساسيات, حتى الطعام للبقاء على قيد الحياة, وذلك في ظل تحذيرات دولية وأممية متصاعدة عن حدوث مجاعة في شمال غزة.