دعا الوزراء الأفارقة المكلفين بقطاع الشركات الناشئة, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, إلى اعتماد سياسات قارية موحدة للذكاء الاصطناعي من شانها تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في هذا المجال مع توفير إطار تنظيمي ملائم. جاء ذلك في "إعلان الجزائر الوزاري حول تطوير المؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي في إفريقيا" الذي تمت تلاوته في ختام أشغال الطبعة الثالثة من المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة المنعقد من 5 إلى 7 ديسمبر بالمركز الدولي للمؤتمرات بمشاركة 45 وزيرا أفريقيا. وأكد الوزراء في هذا الإطار على أهمية دور المؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الإفريقية, ودعمهما لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 واستراتيجيات التحول الرقمي والابتكار, مشيدين بالجهود التي بذلتها الجزائر لتعزيز الابتكار ودعم المؤسسات الناشئة الإفريقية من خلال جمع أبرز الفاعلين في هذا المجال للسنة الثالثة على التوالي. وتم التأكيد في إعلان الجزائر الوزاري على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية مثل الإنترنت عالي السرعة ومراكز البيانات, لضمان وصول عادل للتكنولوجيا بين المناطق الريفية والحضرية, بما يسهم في تقليص الفجوة الرقمية. وبخصوص تطوير الذكاء الاصطناعي في القارة, شدد الوزراء على ضرورة اعتماد سياسات موحدة, تعزز التعاون بين الدول الإفريقية وتوفر إطارا تنظيميا يشمل إدارة البيانات وحماية الخصوصية والمبادئ الأخلاقية. كما أكدوا على أهمية إطلاق برامج تدريبية للشباب والنساء, وإنشاء شراكات بين الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الخاصة لتعزيز القدرات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي. ودعا الوزراء كذلك إلى "تسريع إنشاء صندوق إفريقي لدعم المؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي, بهدف تمويل المشاريع ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي الكبير, وإنشاء اقطاب تكنولوجية وحاضنات لدعم الابتكار", وإلى "تسخير الإمكانات التكنولوجية والرقمية لتحقيق تحول شامل ومستدام يعزز مكانة إفريقيا في الاقتصاد الرقمي العالمي". تعيين السيدة أرحاب أمينة عامة للمؤتم في سياق متصل, تم في ختام أشغال المؤتمر الإعلان الرسمي عن تعيين الأمينة العامة لوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة, نسيمة أرحاب, أمينة عامة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة. وبدورها, أعلنت السيدة أرحاب في كلمتها عن جملة من التعيينات على مستوى الأمانة الدائمة للمؤتمر, شملت شخصيات من عدد من الدول الإفريقية, وذلك بهدف "تعزيز التعاون الإفريقي وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية في مجال المؤسسات الناشئة". ولفتت المتحدثة إلى أن أشغال الطبعة الثالثة من المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة, أثمرت على المصادقة على خطة عمل الأمانة الدائمة ضمن رؤية في آفاق 2063, وهي الخطة التي تهدف للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة, وتوفير بيئة مناسبة للمؤسسات الناشئة الإفريقية. كما شهد المؤتمر, الإعلان عن تولي ياسين لعسكري رئاسة الفيدرالية الإفريقية لملائكة الأعمال (African Federation of Business Angels Networks -AFBAN), التي تم تأسسيها في الطبعة الثانية للمؤتمر, حيث أكد في كلمته ضرورة الاستجابة لتحديات القارة الإفريقية من خلال حلول مبتكرة كآلية ملائكة الأعمال, لبناء بيئة جيدة للمؤسسات الناشئة. وفي ختام هذه الفعاليات تم الإعلان عن الفائزين في تحدي المؤسسات الناشئة المنظم على هامش المؤتمر, حيث توج بجائزة أحسن مشروع في مجال المياه مجموعة من الشباب, قدموا حلولا تستعين بالذكاء الاصطناعي لتحسين نوعية المياه واستخدامها, أما الجائزة الخاصة بفئة الطاقة فتوجت بها مجموعة شباب قدموا حلا في مجال استخدام الطاقة الشمسية, فيما توج بجائزة التغير المناخي مجموعة قدمت حلا في مجال توفير غذاء آمن ومستدام عبر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.