ستكون الطبعة ال25 من دورة الجزائر للدراجات (طوف 2025), المقررة في الفترة الممتدة من 9 الى 18 فبراير الجاري, بمثابة تحد تنافسي كبير للفرق ال17 المشاركة فيها, و أيضا فرصة فريدة من نوعها للمشاركين ومتابعيها للاستمتاع بالمناظر الطبيعية السياحية التي تتمتع بها ولايات شرق وجنوب الجزائر الكبير, عبر مسار مذهل يبلغ طوله 1404 كلم و يشمل عشر مراحل تحط فيها كوكبة الدراجين عبر 13 مدينة. وستتميز هذه النسخة الخامسة والعشرون بانطلاق رمزي في تونس, من خلال تنظيم الجائزة الكبرى لساقية سيدي يوسف, يوم السبت 8 فبراير, احياء لذكرى المجازر التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي في 8 فبراير 1958 في هذه المدينة الحدودية. بالإضافة إلى المراحل العشر المدرجة في البرنامج, سيرافق طوف الجزائر 2025 جائزتين أخريين هي جائزة سوناطراك الكبرى بحاسي مسعود (الخميس 20 فبراير), احتفالا بإعلان تأميم المحروقات 24 فبراير 1971, وجائزة الجزائر الكبرى "جمال بوكرشة" المقررة ليوم السبت 22 فبراير, تكريما للصحفي الرياضي السابق في الإذاعة الوطنية "القناة 3", الذي توفي عام 2023. وعلى مسافة إجمالية تبلغ 1404 كلم, ستعبر المراحل العشر من طواف الجزائر بشكل أساسي مدنا في شرق وجنوب البلاد هي : قالمة, قسنطينة, سطيف, باتنة, بسكرة, بوسعادة, الجلفة,الأغواط, غرداية و ورقلة. وستعطى اشارة الانطلاقة الرسمية للطواف يوم الأحد 9 فبراير بمرحلة طولها 103.2 كيلومتر بين قالمةوقسنطينة, حيث ستكون هذه المرحلة بمثابة التحدي الأول للمتسابقين, الذين سيواصلون بع ذلك في المرحلة الثانية عبر مسالك صعبة للغاية تمتد على مسافة 145.5 كيلومترا بين قسنطينةوسطيف. وفي المرحلة الثالثة, سيتوجه المتسابقون نحو باتنة في مسلك بطولة (130.6 كلم), يمرون فيه بقمم الأوراس المغطاة بالثلوج, قبل البدء في النزول نحو الجنوب الكبير ومناظره الطبيعية الساحرة, مع التوقف في واحات بسكرة (المرحلة الرابعة التي تمتد على مسافة 156.3 كلم) وبوسعادة (المرحلة الخامسة/ 171.2 كم). وستستمر مغامرات المشاركين في طواف الجزائر الدولي بنفس الوتيرة ومع مسافات متفاوتة تتراوح من 107.5 كلم (المرحلة السابعة بين الجلفةوالأغواط) إلى أطول مرحلة في الطواف التي تبلغ مسافتها 197.8 كلم وتربط بين الأغواطوغرداية (المرحلة الثامنة) والتي ستكون بمثابة اختبار حقيقي للمشاركين قبل المراحل النهائية. وستختتم المرحلتان التاسعة والعاشرة, اللتان تربطان غردايةبورقلة/ وورقلة بحاسي مسعود, مغامرة طواف الجزائر, باعتبار ان المرحلة الأخيرة ستكون على مسلك قصير نسبيا (83.5 كيلومتر فقط), تكون فيه الفرصة مواتية للمشاركين للتألق قبل خط النهاية الاخير. المشاركة الدولية في تزايد مستمر وسينشط فعاليات الطبعة ال25 من الطواف, 17 فريقا تم اعتمادهم من قبل لجنة التنظيم, من بينهم ستة (6) فرق جزائرية ابرزها "مدار بروسكلين تايم " والتشكيلة الوطنية للنخبة التي تضم خيرة الدراجين الجزائريين من شاكلة الفائز بالنسخة الماضية, نسيم سعيدي و حمزة ياسين والدراج المخضرم يوسف رقيقي, فيما ستمثل الفرق الأخرى دولا افريقية وآسيوية وأوروبية, مثل فريق فلاندرز من بلجيكا, وغلوري مينتيش من الصين, والمنتخبين التونسي والإريتري. ومن المؤكد ان هذا التنوع الواسع في تركيبة المشاركين سيعطي الطواف بعدا تنافسيا اكبر حيث سيحاول المتسابقون رفع تحدي مسار الجزائر بنجاح. مدرجا في رزنامة الاتحاد الدولي للدراجات, يقام طواف الجزائر والجوائز الكبرى الثلاثة المنظمة معه تحت إشراف ومراقبة هيئة من محافظي السباقات برئاسة البلجيكي باتريك ديمونتر, علما ان الطواف يعد مرحلة مهمة في جمع النقاط استعدادا لبطولة العالم على الطريق لعام 2025, المقرر إقامتها لأول مرة في القارة الأفريقية وتحديدا برواندا. وفضلا عن الجانب التنافسي, اعد المنظمون في هذه النسخة برنامجا ثقافيا غنيا سيتيح للمشاركين والمتفرجين فرصة لاكتشاف الثراء التاريخي والثقافي للمدن التي سيمرون بها, كما سيتم تنظيم أنشطة حول قافلة الجولة في كل مرحلة في نشاط يهدف للتعريف بالخصوصيات الثقافية لكل منطقة. وفي نهاية كل مرحلة, سيتم توزيع سبعة قمصان على الفائزين حيث سيمنح : القميص الأزرق للفائز بالمرحلة, والأصفر لمتصدر الترتيب العام, والأبيض لأفضل دراج شاب, والأخضر لأسرع دراج, والقميص المنقط لأفضل متسلق, والبرتقالي للدراج الأكثر قتالية, وأخيرا القميص الأحمر لأفضل دراج جزائري. وبالإضافة الى هذه التتويجات, سيتم عقب كل مرحلة منح مكافآت مالية للفائز بالمرحلة وصاحب القميص الاصفر. ومن اجل ضمان التغطية الاعلامية الجيدة للحدث الابرز لرياضة "الملكة الصغيرة " بالجزائر, خصصت لجنة التنظيم فريقا اعلاميا لتولي هذه المهمة, بالإضافة إلى وسائل الإعلام المعتمدة لتغطية الحدث, من أجل ضمان البث المباشر لآخر 30 كيلومترا من كل مرحلة, عبر الحسابات الرسمية للسباق على مواقع التواصل الاجتماعي في مبادرة من شأنها اعطاء صدى اكبر للحدث والسماح أيضا للجماهير بمتابعةتقدم السباق بشكل آني. ومع كل هذه الامكانيات و الاعدادات, يمكن القول ان دورة الجزائر للدراجات 2025 ستكون حدثا رياضيا لا يمكن تفويته باعتبار انه يجمع بين التنافس الرياضي العالي المستوى و اكتشاف مناطق طبيعية خلابة و كذا التعرف على الثراء الثقافي الذي تختص به كل منطقة في الجزائر .