شرع الأسير المدني الصحراوي حسان الداه, عضو الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية, وأحد معتقلي مجموعة "أكديم إزيك", يوم الاثنين, في إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة, احتجاجا على سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها داخل سجن "القنيطرة" المغربي. ونقلت الجمعية عن عائلة الأسير - في بيان أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص) - ان هذا الإضراب يأتي على خلفية تعنيف لفظي متكرر مارسه بعض موظفي السجن ضده, إضافة إلى حرمانه من اقتناء المواد الغذائية من متجر السجن, في إجراء عقابي يهدف إلى تجويع المعتقلين السياسيين. وأكدت العائلة - حسب بيان الجمعية - أن إدارة السجن تمارس ضغوطا إضافية على حسان الداه من أجل ثنيه عن مواصلة دراسته الأكاديمية, وذلك من خلال التضييق على حقه في اقتناء المراجع والوثائق الضرورية لإنجاز أطروحته في درجة الدكتوراه في القانون الدولي والعلاقات الدولية, في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية التي تضمن للمعتقلين الحق في التعليم, مذكرة بتعرض حسان الداه سابقا لسلسلة من الانتهاكات الجسيمة, من بينها الحبس الانفرادي والتعذيب الجسدي والنفسي, في محاولة لإسكات صوته وإجهاض نضاله داخل السجن. وأدانت الجمعية بشدة الاعتداءات اللفظية المتكررة والممارسات العقابية المهينة, مستنكرة في ذات الوقت التضييق الممنهج على حقه في التعليم ومنعه من متابعة مساره الأكاديمي, في خرق صارخ للمواثيق الدولية ذات الصلة, وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وطالبت بفتح تحقيق عاجل ومستقل فيما يتعرض له الأسير حسان الداه ورفاقه من الأسرى الصحراويين ومحاسبة المتورطين في انتهاك حقوقهم, مع ضمان حمايتهم وتمكينهم من كافة حقوقهم الأساسية, وعلى رأسها الحق في التعليم والرعاية الصحية. كما دعت الجمعية كافة المنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال المغربي من أجل وضع حد لمعاناة الأسرى الصحراويين وضمان إطلاق سراحهم غير المشروط. واختتمت الجمعية بالتأكيد على أن ما يتعرض له الأسرى الصحراويون هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة المطالبة بالحق في الاستقلال.