أقيم مساء يوم الجمعة بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة حفل ديني بمناسبة إحياء ليلة الإسراء و المعراج تم خلاله التذكير ببعض محطات السيرة النبوية الشريفة و بمعاني هذه الليلة المباركة. و قد أشرف على الحفل الذي تخلله درس ديني ألقاه الشيخ عمار طالبي رئيس المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية الجزائر وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بوعبد الله غلام الله. و تحدث المدرس عن دلالت و رمزية ليلة الإسراء و المعراج تلك الليلة التي أسري خلالها بالرسول محمد -صلى الله عليه و سلم- من مكة إلى بيت المقدس و أعرج به إلى سدرة المنتهى و التي فرضت فيها الصلوات الخمس واصفا إياها ب"الرحلة الروحانية العجيبة". و استنادا للآية الأولى من سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" أوضح الشيخ طالبي أن هناك "ربطا وثيقا" بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى لا يليق التفريق بينهما. و إذ اعتبر ليلة الإسراء والمعراج من "الذكريات العظيمة" أكد المتحدث واجب إحياءها بغية -كما قال- "التعريف بها إلى جيل الشباب حتى يتسنى لهم فهم معانيها التي تدل على علو مقام النبي محمد -صلى الله عليه و سلم- و التي ترمز كذلك إلى القرب المعنوي و الروحاني للإنسان من خالقه". و إغتنم هذه المناسبة ليذكر الحضور بمكانة بيت المقدس الذي يعيش تحت وطأة الإحتلال الإسرائيليي الهمجي ملحا على ضرورة "تخليصه من قبضة الأسرائيليين لأنه جزء لا يتجزأ من المسجد الحرام". و في سياق آخر و بمناسبة احياء الذكرى ال48 لعيد الإستقلال المصادف للخامس جويلية من كل سنة تطرق الشيخ طالبي إلى تضحيات الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية حيث قال : "الشهداء سقوا ارض الجزائر بدمائهم فأثمرت الإستقلال و الحرية و أنقذتنا من نير الإستعمار فعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة الكبيرة". كما أبرز أهمية تلقين الأجيال الصاعدة تاريخ بلادهم للإقتداء بصمود و صبر أجدادهم و للتعرف بمدى معاناتهم من ويلات الاستعمار الفرنسي.