انطلقت مساء يوم الاثنين في أجواء حميمية مميزة بالمسرح الجهوي لباتنة فعاليات الأيام المسرحية المغاربية في طبعتها الثالثة لتدوم إلى غاية 26 جويلية الجاري . وتميز حفل الافتتاح الذي حضرته وجوه مسرحية وثقافية وفنية من مختلف أنحاء الوطن بتكريم المخرج المغربي عبد المجيد فنيش والممثل القدير محمد أدار من المسرح الجهويلوهران . وقد أثنى المهتمون بشؤون الفن الرابع الحاضرون في هذه السهرة الأولى من الأيام المسرحية المغاربية على هذا التقليد الذي يسعى القائمون على التظاهرة لترسيخه خدمة للمسرح ليس في الجزائر وحسب وإنما على المستوى المغاربي . فالهدف من هذا اللقاء المغاربي حسب مدير المسرح الجهوي لباتنة محمد يحياوي يتمثل بالدرجة الأولى في إثراء مسيرة التجربة المسرحية المغاربية والعمل على جعلها أكثر نضجا من خلال الاحتكاك وتبادل التجارب والخبرات . وتابع محبو أبو الفنون الذين غصت بهم قاعة عروض المسرح الجهوي في السهرة الأولى من عمر التظاهرة مسرحية تحمل عنوان "حدوثة ممثلة" لفرقة مسرح المبادرة من المملكة المغربية . وتروي أحداث العرض الذي أعد نصه وأخرجه المخرج عبد المجيد فنيش عن نص للمؤلف المغربي عبد الحق الزروالي قصة ممثلة اسمها زهرة عاشت للمسرح وبالمسرح لكنها اكتشفت في إحدى المرات وهي تتأهب للصعود على الخشبة بأنها نسيت نفسها ونسيت أسرتها وأدركت بأن حبها للمسرح جعلها تفقد ذاتها لتصبح رهينة الأدوار التي تؤديها والشخصيات التي تتقمصها وتلك التي أسندت إليها طيلة مشوارها الفني . وتقرر البطلة فجأة أن تقطع الحبل الذي يربطها بالمسرح لكن تصفيقات عشاقها ومحبيها التي تنبعث من القاعة ومن خلف الستار مطالبة بعودتها يجعلها تعدل عن قرارها وتقدم عرضها المسرحي إلا أنها تسقط في النهاية على الركح جثة هامدة لتفارق الحياة وهي التي أرادت مغادرة المسرح . وقد استطاع المخرج بخبرته الطويلة في ميدان المسرح تقديم العرض للجمهور في فضاء مفتوح تجريدي وديكور يحمل الكثير من الرمزية معتمدا على الإضاءة للتفريق بين الأزمنة والأمكنة وكذا على القدرات الشخصية للممثلين في إيصال رسالة العرض. ومما زاد في جمال المسرحية التي انتقل في كثير من مراحله من الخشبة إلى القاعة اعتماده على المؤثرات الصوتية الحية بما في ذلك الأصوات والموسيقى وكذا الغناء المستمد من التراث المغربي الأصيل . ولاقى العرض استحسان الجمهور الذي سيكون على موعد خلال 15 يوما من عمر التظاهرة من مع عروض أخرى من إنتاج المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية إلى جانب فرق مسرحية من المملكة المغربية وتونس وليبيا.