بمسحة فنية راقية وحيوية جميلة مليئة باللألوان و الإيحاءات طبعت فرقة إنانا- السورية للمسرح الراقص إنطلاقة مؤثرة وزاهية ليلة الخميس إلى الجمعة على مسرح مدينة -جميلة- الأثرية (50 كلم إلى الشمال الشرقي من سطيف) لفعاليات مهرجان جميلة العربي وسط حضور جماهيري و فني كبير. وقدمت ذات الفرقة التي تأسست سنة 1999 بدمشق أخر أعمالها التاريخية المرتبطة بالفترة الرومانية بعنوان زنوبيا ملكة الشرق بمشاركة 50 فنانا من أصل 100 تضمها هذه المجموعة الخاصة. ويلخص عرض زنوبيا ملكة الشرق- حياة زنوبيا التي كانت كما أكد جهاد مفلح رئيس الفرقة ومخرجها الأول في ندوة صحفية نشطها بسطيف عشية إنطلاق المهرجان " امرأة عربية طبيعية وعادية لم تخلق مقاومة أو محاربة لكن ظروف حياتها وممارسات الرومان جعلاها مقاومة تدافع عن وجودها وبلدها" كما كانت - مثلما اضاف "مثالا لإرادة الوجود عبر مواقفها الشجاعة في مواجهة روما كما تجسد ذلك سواء أثناء حياتها أو عند اختيارها الموت كملكة عوضا عن القبول بحياة ذليلة". وعبر رئيس الفرقة المخرج و الكوريوغرافي جهاد مفلح للصحافة عن إستعداده للقيام بعمل مسرحي كبير يجسد شخصية و إسهامات - عبد القادر الجزائري- الذي يجسد كما قال رمزا عربيا كبيرا لمقاومة الإستعمار ما يتطلب مساهمة الدول العربية لتجسيد هذا المشروع الذي يظل مع ذلك في مرحلة " الفكرة " فقط . وشهدت مراسيم إفتتاح مهرجان جميلة العربي إلقاء كلمات من طرف المفتش العام لوزارة الثقافة ووالي ولاية سطيف و كذا محافظة المهرجان الذين اشادوا بما بلغه المهرجان من مستوى وسمعة عربية و دولية. و يرتقب أن يستقبل ركح مسرح جميلة التاريخي لغاية 31 جويلية الجارية اسماء لامعة للطرب العربي من بينهم صابر الرباعي من تونس و لطيفة رأفت من المغرب علي الديك من سوريا و ملحم زين وعاصي الحلان من لبنان ووعد من العربية السعودية إلى جانب اسماء جزائرية كبيرة مثل لطفي دوبل كانو و حكيم صالحي ونعيمة عبابسة و عبدو درياسة. وإلى جانب العروض الليلية برمج المنظمون خيمة للفنون والذاكرة تقدم يوميا صنوفا من الأدب و الشعر و المحاضرات الفكرية المرتبطة بهذا الحدث الثقافي الكبير.