تبدي الموزعات الآلية للأوراق النقدية البالغ عددها أربعة أو خمسة موزعات وضعت في مداخل مؤسسات مصرفية و بريدية بمدينة جيجل "عجزا واضحا" في الاستجابة لطلب مستعملي البطاقة البنكية "سيب" حسبما لوحظ بهذه الحاضرة الساحلية. وكثيرا ما تكون هذه الأجهزة التي وضعت لخدمة زبائن البنوك و الهياكل البريدية خلال السنوات الأخيرة " خارج الخدمة" أو مضروبة ب" علامة حمراء" تظهر على الشاشة وسط استياء عام يبديه أصحاب البطاقات المغناطيسية. ومن أكثر هذه التجهيزات استقطابا للزبائن ذلك الموزع الموجود بمدخل قباضة البريد و الذي يعرف اكتظاظا دائما لكن اشتغاله كثيرا ما يخضع " للمزاج" على حد تعبيرأحد المواطنين الذين تم الالتقاء بهم بعين المكان. و يرجع مسؤولو البريد كثرة الأعطاب و التوقفات المتتالية إلى غياب و نقائص في الشبكة يتم التعامل معها- حسب نفس المسؤولين- من طرف عون مكلف بصيانة التجهيزات. و تفضي هذه الوضعيات إلى إهدار وقت طويل تقضيه البطاقات داخل الموزع دون أن يظهر أثر ما للأوراق النقدية المطلوبة في نهاية المطاف. و يرى مواطنون آخرون أن هذه التجهيزات لا تستفيد من تموين دائم بالسيولة المالية المطلوبة و هو ما يدحضه بشدة مسؤولو الفروع البنكية المحلية و هياكل البريد. و إلى ذلك يشير زبائن إلى نقائص و أخطاء يندد بها حاملو البطاقات الذين يؤكدون وجود " فروق" بين المبالغ المطلوبة و تلك المسلمة من قبل هذه الأجهزة رغم كونها عصرية. و أكد مستعمل أنه حصل فقط على 3 آلاف دينار من أصل 4 آلاف دينار طلبها من موزعه الآلي لكن التذكرة التي تسلمها منه بعين المكان أشارت ويا للعجب .. لمبلغ 500 يورو. وبما أن هذه المعاملة حصلت يوم الجمعة ( حيث توجد البنوك في عطلة أسيوعية) فإن الزبون إياه لم يتمكن في حينها من إثبات الخطأ الحاصل و قد كان عليه الانتظار بصبر يوم الأحد لتقديم طعن أمام مسؤولي الفرع البنكي المعني من أجل تحصيل الفارق المالي. و من المنطقي أن تكون الأخطاء الحاصلة قابلة للتثبت حين العودة إلى مدونة السحوبات بما يمكن من تحديد هوية " ضحايا " هذه العلب الآلية ما يجعل التعويض ممكنا بعد مرور فترة . وعلى المتضررين كما يقول ممثلو الفروع البنكية أن يتقدموا بتظلمات للهيئة صاحبة الجهاز مصحوبة بالتذكرة التي تسلموها من الجهاز و كذا نسخة من وثيقة الهوية. ولكن تأثير هذه الاختلالات يمكن أن يكون صعبا لكونها تقع في زمن الفترة الصيفية التي تشهد إقبالا واسعا للمصطافين الذين يضطرون للجوء إلى هذه التجهيزات من أجل تحصيل مبالغ مالية ضرورية لمواصلة إقامتهم بالمنطقة . و قد يلجأ هؤلاء جراء ذلك لاستعمال صك النجدة التقليدي أو سكهم العادي- إذا كان معهم - حتى لا يقطعون زيارتهم في مدينة معروفة في هذه الفترة من العام بغلاء الأسعار. " أنا لا أمنح ثقة كبيرة لهذه الآلات " يقول زائر عابر للمدينة وهو في غاية الغضب أمام جهاز يظل يرفض رغم كثرة المحاولات إعطاءه المبلغ المطلوب فيما حسابه ممون جيدا كما يؤكد . وخلال نهايات الأسبوع و أيام الأعياد و العطل تسبب هذه الأجهزة متاعب و مشاق عديدة لأصحاب البطاقات الذين لا يجدون مستمعا أمام كثرة الأعطال و الأعطاب. ويتعين أن يستفيد تعميم هذه التجهيزات الحديثة الموجودة منذ سنوات طويلة في بلدان أخرى من متابعة و صيانة مستمرة و بالأخص من حضور دائم للشبكة حتى لا تصبح الخدمة بلا معنى. وفي الحقيقة فإن هذه التجهيزات ليست الوحيدة التي تكون ضحية أعطال بل إن الشبكة المعلوماتية أيضا تعيش نفس الواقع بفعل نقص التدفق الذي يزعج كثيرا مستعملي الإنترنيت بالمنطقة. ويشتكى المسؤولون المحليون للاتصالات من جهتهم من الانقطاع المتكرر لشبكة الألياف البصرية بفعل الأشغال المنجزة على محاور الطرق من طرف آليات لا تعرف قيمة هذه الألياف الرقيقة التي تنتقل عبرها حركية هامة للاتصالات السلكية و اللاسلكية.