تحدد لجنة مبادرة السلام العربية الموقف العربي من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في اجتماع استثنائي اليوم الخميس بالقاهرة يشارك فيه مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية. ومن المقرر أن يستمع وزراء خارجية اللجنة ال 13 إلى تقييم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل اليوم إلى العاصمة المصرية للمفاوضات غير المباشرة التي لم تسفر عن أية نتيجة والآفاق الممكنة التي تبرر الدخول في مفاوضات مباشرة بعد توقف دام أكثر من سنة ونصف. يأتي هذا الاجتماع في إطار الزخم والاتصالات التي تشهدها المنطقة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط والمساعي القائمة والضغوط الأوروبية والأمريكية للانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى المفاوضات المباشرة. وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد في عمان انه على استعداد لأجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بعد الاتفاق على مرجعية "واضحة ومحددة" للتفاوض. وأضاف "قلنا انه لا بد من المفاوضات المباشرة بمرجعية واضحة ومحددة هي حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ". وفي سياق متصل صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في رده على سؤال حول ما إذا كانت لجنة مبادرة السلام ستعطى الضوء الأخضر للجانب الفلسطيني للانتقال إلى لمفاوضات المباشرة أن بلورة الموقف العربي سيتم في ضوء الاستماع لتقييم الرئيس الفلسطينى و تقييم الدول العربية الأخرى. وأكد في هذا الصدد أن كل المؤشرات "لا تشير إلى أن هناك تقدما حقيقيا في المفاوضات غير المباشرة يجعلنا نقول أن المفاوضات المباشرة ستكون ناجحة". غير ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قد أكد ان الموقف العربي من المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل سيتحدد في ضوء "تطمينات وتأكيدات محددة" تلقاها الرئيس الفلسطيني. وقال ابو الغيط إن الرئيس الفلسطيني تلقى تأكيدات وتطمينات محددة حول عملية السلام والتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين مشيرا إلى أن "العرب والفلسطينيين سيحددون موقفهم في ضوء هذه التطمينات". وأضاف ان هناك رسائل ومواقف أمريكية نقلت إلى الجانب الفلسطيني خلال الأيام القليلة الأخيرة. بينما اعتبر المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب إن ما قدم حتى الآن من الجانب الأمريكي "غير كاف لتهيئة الظروف للانتقال للمفاوضات المباشرة". وأضاف في تصريحات صحفية أن الأيام الحالية تشهد حراكا سياسيا كبيرا وتشهد تدخلات وجهودا من عدد كبير من القادة في المنطقة والعالم. وأعرب عن أمله أن تسفر هذه الاتصالات عن حدوث تقدم في شأن تحديد مرجعية المفاوضات والسلوك الإسرائيلي الاستيطاني بما يمكن الجامعة العربية وبالتالي القيادة الفلسطينية من أخذ قرار يتعلق بالمفاوضات. وقد شهدت الأيام الأخيرة العديد من اللقاءات على مستوى رفيع في إطار الجهود المبذولة لدفع عملية السلام. حيث عقد لقاء بعمان الاثنين الماضي بين الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بينما التقى هذا الأخير يوم الأربعاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسيصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في وقت لاحق من مساء يوم الاربعاء إلى منتجع شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري حسني مبارك. وللتذكير فان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أكد مؤخرا أنه إذا لم يكن هناك أي نجاح ولا إنجاز فى نهاية المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي ستنتهي المهلة المقررة لها في 8 سبتمبر المقبل فان التوجه العربي المطروح هو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لطرح القضية برمتها. وقال "لا يصح الانتقال إلى المفاوضات المباشرة دون إحراز تقدم وإلا سنكون قد دخلنا فى عملية قديمة مثلما كان فى السنوات العشر الماضية من مفاوضات مفتوحة النهاية وهذا ما لا نريده".