حل أمس وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي بالعاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي ينتظر أن تنطلق أشغاله اليوم الخميس. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لقرار مجلس جامعة الدول العربية المنعقد بنيوبورك في 22 سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا أن لجنة مبادرة السلام العربية ستركز في اجتماعها على ''تفعيل مبادرة السلام العربية وتقييم الموقف على ضوء التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية ومستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط''. وتشارك الجزائر في هذا الاجتماع باعتبارها إحدى الدول العربية الفاعلة في هذه اللجنة التي تتألف من 12 دولة عربية أخرى، وهي مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والبحرين والسعودية واليمن وتونس والجزائر والمغرب والسودان وقطر بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية. وذكرت مصادر إعلامية أن اجتماع اليوم سيعرف غياب وزيري خارجية كل من سوريا ولبنان لأسباب مختلفة، فرئيس الدبلوماسية السوري وليد المعلم سيغيب عن الاجتماع نظرا لظروف سفره لباريس اليوم مع الرئيس السورى بشار الأسد، حيث سيخلفه في هذا الاجتماع سفير دمشق لدى القاهرة يوسف أحمد، والذي سيرأس وفد بلاده في الاجتماع، في حين غياب الوزير اللبناني لم تعرف أسبابه، إلا أنها قد تكون بسبب الجانب البروتكولي المتعلق بتنصيب المهام الذي تعرفه الحكومة اللبنانية المعلن عنها هذا الأسبوع. وستكون قطر التي سترأس هذا الاجتماع باعتبارها آخر دولة احتضنت القمة العربية الأخيرة ممثلة في شخص وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها حمد بن جاسم، رغم غيابه المتكرر عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بعد الأزمة التي نشبت بين مصر وقطر بعد حرب غزة الأخيرة. ووفقا لما ذكرته مصادر مصرية، فإن حضور بن جاسم ليس هدفه تلطيف الأجواء مع القاهرة، وإنما فقط لأن قطر تتولى حالياً رئاسة القمة العربية. ويأتي هذا الاجتماع لتدارس الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي مازال مصرا على عدم تجميد الاستيطان، رغم أن هذا التجميد هو الشرط الذي تضعه السلطة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات، كما سينقاش الاجتماع تصريحات وزير الخارجية الأمريكية التي أدلت بها في الرباط عندما دعت الفلسطينيين إلى عدم التشبث بطلب التجميد. ويشار إلى أن اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية كان من المفروض عقده في وقت سابق إلا أنه قد تأجل لأخذ مزيد من المشاورات بين أعضاء اللجنة.