تستحق آثار ولاية ميلة الزاخرة جهودا إضافية للحماية والحفظ بحكم قيمتها التاريخية و الحضارية و الثقافية و تغلغلها في أعماق التاريخ، حسبما يرى مهتمون. و أشار عدد من هؤلاء بالمناسبة لوأج، إلى ما تعانيه بعض المواقع الأثرية من نقص النظافة و الاهتمام كما هو الحال بميلة القديمة التي تعاني جليا من غياب الإنارة العمومية حسبما يشتكى مواطنون نوهوا بالمقابل بتزايد الاهتمام العلمي بالموقع من خلال توافد الطلبة و الباحثين الذين يحضرون لمذكرات الحصول على شهادات علمية في مواضيع مرتبطة بالتراث. و بموقع الثكنة القديمة التي تضم بناية المسجد الأثري سيدي غانم (أول مسجد فتح في الجزائر سنة 55 للهجرة على يد الصحابي أبو المهاجر دينار) و تمثال مللو العملاق ما زالت 3 عائلات تقطن زوايا من الموقع بعد مضي سنوات على إعادة إسكانها مؤقتا بالمكان في انتظار ترحيلها. ولم تفد لحد الآن كل الوعود التي قدمت من أجل إعادة إسكانها خارج الموقع بغية تحريره من كل ما من شأنه أن يمس بالمحافظة عليه كما يشير مسؤول جمعوي. ولم يرد اسم هذه العائلات المنكوبة في قائمة المستفيدين مؤخرا ضمن 504 سكن اجتماعي الذي وزع بعاصمة الولاية. ومن جهة أخرى، يعاني قصر الآغا و السجن الأحمر بفرجيوة وهما معلمان مصنفان ضمن الحظيرة الأثرية الوطنية من غياب أعوان للحراسة فيما تعرض معلم حمامات بومبنيوس الرومانية بوادي العثمانية مؤخرا لعملية نقل حجارة ذات قيمة أثرية منها لتزيين مساحة خضراء بشلغوم العيد كما أشارت إلى ذلك مصادر محلية مهتمة. و جدير ببلديات الولاية التي تتوفر على مواقع أثرية من هذا النوع أن تبدي اهتماما أكبر بتنظيف وحماية و حراسة هذه المواقع التي قد تكون مستقبلا كما يري نفس المهتمين مصدرا لمداخيل و موارد مالية ما قد ينعش ميزانياتها المحلية. وتعد ولاية ميلة أزيد من 320 موقعا و معلما أثريا كما دلت على ذلك عملية إحصاء أثرية جارية إلى جانب توفرها على عدة مواقع مصنفة ضمن الحظيرة الوطنية كما هو الشأن بالنسبة لميلة القديمة (مصنفة كقطاع محفوظ) و عين البلد بميلة و حمامات بومبنيوس بوادي العثمانية و قصر الآغا والسحن الأحمر بفرجيوة و مشتة العربي بشلغوم العيد . ويتوقع قريبا أن تحظى مواقع أخرى كالمدينة الأثرية الرومانية "بوتخماتن" بالمشيرة و البعالة و عين فوة بوادي العثمانية و سيدي زروق بالرواشد بالتصنيف الذي يمنحها الحماية وجهود الحفظ.