يعرف تعليم القرآن الكريم بولاية سوق أهراس انتشارا واسعا عبر عديد الأقسام الملحقة بالمساجد حسب رئيس مصلحة التعليم والتكوين والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف. وأوضح السيد الهادي عوادية بأن عدد هذه الأقسام يصل إلى 63 قسما ملحقا عبر مساجد الولاية تضم في مجموعها 1.400 من الأطفال دون سن التمدرس والمتمدرسين مشيرا إلى أن هذا النمط من التعليم يشمل 3 فئات هم الأطفال دون سن التمدرس والمتمدرسين والكبار. وأعدت ذات المصلحة برنامجا لفائدة فئة الأطفال دون سن التمدرس تحت عنوان "المناهج التربوية لأطفال المدارس القرآنية" يشمل مواد في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والآداب والأدعية علاوة على الأناشيد الدينية والوطنية مع الاعتماد على الوسائل التعليمية المتمثلة أساسا في المصحف الشريف والملصقات البيانية الخاصة بالأعداد والحروف والكلمات والسور الإيضاحية (البيانية) لتقريب المعنى وترسيخه في أذهان الأطفال. وبالنظر إلى الضغط المسجل على مستوى عديد مساجد الولاية ونظرا لإقبال التلاميذ والفئات الأخرى بالإضافة إلى الحصص الخاصة بمحو الأمية أوضح ذات المصدر بأن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف تعتزم قريبا بعث مشاريع دور للحضانة أطلق عليها اسم "دور الروضة الإسلامية" لتنفيذ البرنامج المعد (المنهاج التربوي لأطفال المدارس القرآنية) ما سيخفف الضغط عن المساجد فضلا عن إنشاء مدارس قرآنية مختصة في تحفيظ وتلقين علوم القرآن الكريم (التفسير والتجويد). ومن شأن تجسيد هذه المشاريع الطموحة التي ستكون محور أشغال لقاء دراسي منتصف شهر رمضان الجاري والتي سيشرع في إنجازها مطلع الدخول الاجتماعي المقبل أن تخفف الضغط عن مساجد الولاية من جهة وتمكن الإدارة من تنفيذ البرامج المعدة حسب كل فئة. ويبقى التعليم القرآني بولاية سوق أهراس حسب ذات المصدر في حاجة إلى جهود أكبر خاصة من حيث توفير الهياكل والتأطير والوسائل البيداغوجية. وقد سبق لولاية سوق أهراس أن تحصلت على الجائزة الأولى في المسابقة الوطنية لصغار حفظة القرآن الكريم حيث كرم البرعم المتوج فاتح طوبال من مسجد طارق بن زياد بعاصمة الولاية من طرف رئيس الجمهورية. ويفضل عديد الأولياء توجيه أبنائهم إلى هذه المدارس التي تعد حسبهم، بمثابة المحطة التحضيرية للإقلاع العلمي لما تحققه من تألق وتفوق لهؤلاء الأطفال بهذه الفضاءات وتساعدهم على الالتحاق بسهولة بصف السنة الأولى ابتدائي مضيفين أنها تعلم الطفل أسس التربية الإسلامية وتتيح لهم نشوة السعادة حينما يشاهدون فلذات أكبادهم وهم يقرؤون القرآن الكريم. وعملا على التحفيز المادي والمعنوي لمؤطري المدارس القرآنية والمتمدرسين تقام العديد من المسابقات في حفظ القرآن الكريم حيث تتنافس البراعم على احتلال المراتب الأولى للظفر بجائزة ترفع من حسها وتعطيها شهية أكبر لمواصلة التألق.