تخرج العائلات بعد الإفطار إلى مفترقي الطرق شرق مدينة وهران للترويح عن النفس و التمتع بمنظر الماء المتدفق من نافوراتين تم وضعهما بهذه الأماكن. سواء عند مفترق الطرق لفندق شيراطون أو الأخرى المشيدة بالقرب من مركز اللاتفاقيات الجديد الذي دشن بمناسبة الندوة الدولية ال 16 حول الغاز (آل آن جي 16) في أبريل المنصرم هناك مشهد مماثل يعرض على المارة. و تاخذ عشرات العائلات مكانا داخل العشب حول هاتين النافورتين لارتشاف شاي مع "الشامية" و حلويات أخرى و الاستمتاع بالنسمة المنبعثة هناك. و تشكل العائلات مجموعات تخوض في أحاديث شتى في جو حميمي تضفى عليه من حين لأخر أنغام فرق موسيقية متجولة. هؤلاء "الموسيقيين" الذين يعزفون على الطبل و المزمار يأتون لجمع "الصدقة". المتفرجون و هم في روح ايمانية مفعمة بالتضامن التي تقوى في شهر رمضان يبدون سخاء و هم يستمتعون بدقات القلال. و لا تاتي العائلات المتسلية بهذه الأماكن العمومية في السهرات الرمضانية من الأحياء السكنية المجاورة فقط بل من كل أرجاء وهران. و يبقى عدد السيارات المتوقفة حول النافورتين كبيرا. و بطبيعة الحال يتسبب هذا الوضع في اختناقات لحركة المرور على طول طريق واجهة البحر المؤدي إلى وسط المدينة. و ما عسى السائقين الا التحلي بالصبر و التمتمع بالمشهد الذي يبدو غريبا للذي يزور وهران لأول مرة. و بداية من الساعة الواحدة صباحا تبدأ أولى العائلات تغادر المكان الذي يستعيد هكذا هدوءه حتى يقترب وقت آذان الفجر. و ينطلق بعد ذلك عمال النظافة للمدينة في جولتهم الصباحية لجمع ما تركه وراءهم الساهرون.