دخلت وهران ومعها مؤسّسة سوناطراك في سباق ال 11 شهرا استعدادا لاحتضان الندوة الدولية ال 16 للغاز، وفي هذا الصدد تعتزم السلطات المحليّة القضاء على 11 ألف سكن قصديري من خلال أكبر عملية ترحيل تشهدها الولاية ابتداء من شهر جوان الداخل. عقد والي وهران، اجتماعا أوّل أمس، باللجّان المعنية بتحضير الندوة العالمية للغاز المميّع "جي أن أل 16"، لتقييم مدى الإنجازات التي طبّقت في الميدان استعدادا لهذا الحدث الاقتصادي الهام، وتمّ التطرّق على رأس الملفات للنظافة والإنارة العمومية وإعادة تأهيل الطرقات المهترئة ومفترقات الطرق والمساحات الخضراء، بينما تعدّ أكبر عملية تشرف عليها السلطات المحليّة في سياق التحضيرات للندوة دائما، هي إزالة 11 ألف بيت قصديري وترحيل سكّانها نحو مجمّعات سكنية حضرية بالمشاريع التي سيتّم تسليمها قريبا، حيث أفادت مصادر مطّلعة، أنّ العملية سيتّم الشروع فيها ابتداء من شهر جوان المقبل وسط تعزيزات أمنية، مصحوبة بجرّافات الأمن التي تقوم بالهدم المباشر لاستئصال كلّ المجمّعات الفوضوية المنتشرة خصوصا بمنطقة السانيا، على طريق المطار وإلى غاية وسط المدينة، وهو الطريق الذي ستمرّ عبره الوفود الأجنبية المشاركة بالندوة العالمية للغاز التي ستنعقد في شهر أفريل من سنة 2010، على أن تستمرّ هذه العملية الهامّة خلال الصائفة، حيث سيشمل برنامج الترحيل كذلك، سكّان حيّ الصنوبر أو "بلانتير" الذين سبق وأن تمّ ترحيل نحو ألف عائلة منهم العام الماضي في إطار برنامج رئيس الجمهورية، إضافة إلى سكّان الأحياء المهترئة الذين كانوا يعانون داخل البنايات الآيلة للسقوط، مع الإشارة إلى أنّ هذه العملية سبق وأن خلّفت أحداث شغب واشتباكات مع مصالح الأمن بسبب ما نعت بالتجاوزات والاحتيال من قبل المرحّلين ورفض الوافدين الجدد الاستغناء عن سكناتهم بسهولة ما استدعى استخدام القوّة العمومية، فيما ينتظر العديد من سكّان الأحياء القصديرية عملية الترحيل بشغف، بناء على المعاناة التي يتخبّطون فيها منذ سنوات والحياة المزرية من دون ماء أو كهرباء أو تهيئة عمومية للطرقات وما شابه. وفيما يتعلّق بالتحضيرات لندوة ال"جي أن أل 16" فإنّ لجنة بلدية وهران، أخذت على عاتقها التكفّل بملف الإنارة العمومية، حيث سيتّم إنجاز 5 آلاف نقطة إنارة على مستوى مختلف أرجاء المدينة وكذا بطريق مطار السانيا الدولي، وحثّ الوالي على تكثيف الاستعدادات لربح معركة الوقت، بينما تتواجد مشاريع مؤسّسة سوناطراك في نسبة متقدّمة من الأشغال وينتظر تسليم الجزء الأكبر منها نهاية هذا العام، ويجدر بالذكر كذلك أنّ وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل أكّد على أنّه سيقيم اجتماعا كلّ ثلاثة أشهر للوقوف على مدى التحضيرات لهذا الحدث الاقتصادي الهامّ.