حضرت الروتوشات الأخيرة للقمة ضربت مدينة وهران الباهية للسنة الجديدة موعدا مع تظاهرة عالمية مميزة تجعل منهافي مصاف المدن الكبرى في العالم و تضعها في خانة (المتروبولات) المتوسطية الرائدة بإختيارها لتكون مكان إنعقاد اللقاء العالمي للغاز الطبيعي المميع في طبعته السادسة عشرة.. “النصر" و لمواكبة الحدث الإقتصادي البارز في جزائر العام الجديد رافقت مجهودات شركة سوناطراك وولاية وهران للتحضير للقمة العالمية للغاز، و كيف يجري العمل لإنجاز العديد من المشاريع الهيكلية و تهيئة المدينة الباهية لإحتضان تظاهرة جرى تنظيمها بالجزائر قبل خمسة وثلاثين سنة و كانت طبعتها الأخيرة بمدينة برشلونة الإسبانية. سباق ضد الساعة لليوم الموعود السيد الطاهر سكران والي وهران كان متفائلا بتحضير الموعد في أوانه بينما ساد الإنطباع لدى مختلف الفاعلين بأن الوقت لن يسمح بإتمام العشرات من الورشات المفتوحة عبر كافة أرجاء مدينة وهران قبل الموعد المحدد في أفريل المقبل. وعرفنا أن السيد الوالي يحث فريق عمله بالتخويف من إنقضاءالآجال لدفعه للعمل أكثر،حيث قال لنا ان مركزالإتفاقيات الذي تقوم شركة إسبانية ببنائه على واجهة البحر سيكون جاهزا خلال شهر فيفري المقبل و هو القطب الأساسي في جملة المشاريع المنجزة بالمناسبة. خلال زيارتنا للورشة كان العشرات من العمال الإسبان من شركة "أو أش تي" يعملون على تركيب الكراسي في جزء من المركز الأول من نوعه بالجزائر و الذي كان السبب في إختيار وهران لعقد اللقاء العالمي للغاز الطبيعي المميع "أل أن جي" بتوفير أكثر من ثلاثة آلاف مقعد في مركز الإتفاقيات الذي تجري به على مدار ثلاثة أيام مناقشات الوفود المشاركة من شركات عالمية للغاز و وفود رسمية ربما ينتج عنها إعلان ميلاد منظمة الدول المصدرة للغاز على شاكلة منظمة اوبك للدول المصدرة للبترول. مركز الاتفاقيات، قدرة تفوق نادي الصنوبر مركز الإتفاقيات الذي تبلغ طاقة إستيعابه ضعف قدرات قاعة نادي الصنوبر بالعاصمة تم تسجيل إنجازه خلال زيارة الرئيس بوتفليقة لوهران مباشرة بعد إختيار الجزائر مكانا لإنعقاد الدورة السادسة عشر للغاز، وقد وفرت ولاية وهران مساحة أرضية على واجهة البحر بأكثر من ستة هكتارات كانت جاهزة خلال ظرف وجيز لم يتجاوز اليومين. ميريديان: فخامة الإستقبال كما وفرت وهران مكانا للعروض يتربع على مساحة هكتار واحد يحتضن المعارض المرافقة للملتقى التي تقيمها الشركات العالمية لصناعة الغاز. بإختصار كانت وهران مستعدة لتلبية كافة الشروط التي يفرضها منظمو اللقاء الذي ينعقد مرة كل ثلاث سنوات بالتناوب بين دولة مصدرة للغاز وأخرى مستوردة له، لكن المشكلة الكبيرة كانت نقص التجهيزات الفندقية لإيواء حوالي أربعة آلاف مشارك رغم أن مدينة وهران مقارنة بقسنطينة أو العاصمة تتوفر على هياكل فندقية مقبولة، و بسرعة تقرر بناء فندق رفيع الطراز بالقرب من مركز الإتفاقيات تتولى تسييره الشركة الأمريكية العالمية "ستار وودز" صاحبة سلسلة من الفنادق العالمية و يحمل الفندق الجديد إسم سلسلة "ميريديان". وهران التي قررت رفع التحدي بتنظيم اللقاء باشرت منذ إختيارها في جملة من العمليات والمشاريع كتوسعة المطار وتهيئة الميناء، خاصة أن شركة سوناطراك قررت تأجير باخرتين فندقين لإيواء عدد من المشاركين كما سيصل عدد من المشاركين على متن يخوت عالية الطراز ترسو بميناء وهران، وتم إنجاز صالون "في آي بي"لإستقبال الضيوف المميزين. السيد طمار عبد الوحيد منسق اللجنة الولائية للتحضيرات قال أن وهران إفتكت شرف تنظيم ندوة الغاز الطبيعي المميع لأنها وضعت بين يدي سوناطراك خلال 48 ساعة قطعة الأرض لإنجاز مركز الإتفاقيات كما وفرت 10 آلاف متر مربع لإقامة جناح العروض المرافقة للندوة و هو ما لم يتوفر في أية ولاية من الوطن و لا حتى في الجزائر العاصمة التي إحتضنت سنة 1974 الندوة الرابعة أيام حكم الرئيس الراحل هواري بومدين. شيكاغو، ليفربول، برشلونة ... وهران المصدر نفسه قال أن فندق الميريديان الجديد الجاري إنجازه يتوفر على 292 غرفة من الطراز العالي و قد تم تخصيص بقية فنادق وهران التي تتوفر فيها شروط صارمة و دقيقة تقرها لجنة إنتقاء مختصة لإيواء عدد من الضيوف.لوالي قال أنه عقد العديد من الإجتماعات مع مسيري الفنادق وأصحاب مشاريع بناء الفنادق الجديدة وخاصة الشيراطون و الروايال و الميريديان الجاري بناؤه لمعرفة الحجم الحقيقي لطاقة إستيعاب وهران.ويراهن الوالي الطاهر سكران على أن يكون اللقاء بعد قمة "أوبك" العام الماضي بوهران فرصة لمدينة وهران حتى تصير قطبا متوسطيا مثل نابولي الإيطالية أو برشلونة الإسبانية ويرتكز فيها نشاط سياحة الأعمال، و نفى الوالي أن يكون الإهتمام المنصب حاليا على تهيئة و تحسين وجه المدينة و بالخصوص تهيئة طرقاتها على حساب حظ بقية الأحياء و المناطق من التنمية لأن تظاهرة مثل ندوة الغاز الطبيعي المميع ال16 لن تتوفر لوهران سوى مرة واحدة مثلما توفرت لمدينة شيكاغو الأمريكية و ليفربول الإنكليزية، و بالتالي فالمدينة تريد إستغلال الفرصة بكليتها لتحقيق العديد من الأهداف التي هي في النهاية لصالح المواطنين و سكان وهران عموما. المنسق الولائي طمار قال أن اللجنة الوطنية للمتابعة المنصبة على مستوى وزارة الطاقة و المناجم كانت تعقد دوراتها كل ثلاثة أشهر وهي الآن بمعدل مرة كل شهر و يزور الوزير شكيب خليل مدينة وهران نهاية ديسمبر الحالي و ربما تتكثف اللقاءات كلما إزداد الموعد إقترابا. ولاية وهران و ضعت محاور عديدة للعمل في مجال تهيئة المدينة لإستقبال الحدث الطاقوي البارز لسنة 2010 من خلال فتح أنفاق للمرور تحت الأرض و تجديد 200 كيلومتر من الطرقات وسط المدينة و بالخصوص على المحاور التي يسلكها المشاركون في الندوة، كما تم تجديد 25 نقطة ضوئية و إنشاء 5000 نقطة إنارة جديدة لتشع وهران بالمناسبة كمدينة كبرى تأوي تظاهرة كبرى.و تم وضع 80 محطة تحويل كهربائية لتزويد مركز الإتفاقيا بالطاقة و هو عمل جبار فرضته المناسبة. وهران تتطهر أيضا لإستقبال الفاعلين الكبار في ميدان صناعة الغاز بتسطير برنامج واسع للقضاء على المزابل الفوضوية و القمامات العشوائية و مظهر تناثر قطع البلاستيك وقد تم إسكان 80 عائلة من أحياءقصديرية تم القضاء عليها، كما تم تسطير برنامج لتهيئةالأرصفة وألواح الإشارات المرورية و فرض نمط معين من السياج على الورشات الجارية بالمدينة لتكون متناسقة خلال أيام الندوة من 18 إلى 21 أفريل 2010 . ولاية وهران أطلقت أيضا بالمناسبة مسابقات متنوعة لتجميل و تهيئة المحيط العمراني من خلال إختيار أحسن حي و أجمل شرفة وأحسن واجهة تجارية بمشاركة المجلس الولائي و بغرض العمل في تناسق مع المجتمع المدني وذكر الوالي أنه تم وضع برنامج عمل لتجديد واجهات 600 عمارة و بناية قديمة بالمدينة بدأ العمل على تجديد 200 واجهة تقع على الطريق الرئيسي للتظاهرة و البقية يأتي دورها فيما بعد لأن وهران تستمر بها الحياة و المشاريع و بوتيرة أسرع بعد ندوة الغاز التي وضعت شركة سوناطراك من خلال فرع المصب شاشة عملاقة للعد التنازلي للموعد الذي بدأ منذ عام و كان عند زيارتنا في اليوم -116.