قال عبد الحميد مهري وزير سابق في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المكلف بشؤون شمال إفريقيا يوم الأحد بالجزائر العاصمة أن تاريخ 19 سبتمبر 1958 لابد أن "يعتبر كيوم ميلاد الدولة الجزائرية". و أوضح مهري في مداخلة ألقاها بمناسبة الندوة الوطنية حول المرحوم فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أنه "لا بد من تصحيح المفاهيم التاريخية واعتبار يوم 19 سبتمبر 1958 هو يوم ميلاد الدولة الجزائرية". وبخصوص أول رئيس للحكومة المؤقتة الجزائرية المرحوم فرحات عباس أفاد مهري أنه عند انضمام هذا الأخير إلى لجنة تنسيق وتنفيذ الثورة ابتعدت هذه الأخيرة عن الأهداف التي سطرتها في بدايتها والتي كانت تدعو في مجملها إلى الاندماج مع فرنسا . ومع مجيء فرحات عباس سطرت اللجنة هدفين أساسيين. ويتمثل الهدف الأول كما جاء في مداخلة مهري في الاهتمام بالماضي السياسي لفرحات عباس والذي كان يتميز بآرائه "المعصرنة" التي تؤكد أمام الرأي الفرنسي والرأي العالمي أن "الكفاح هو السبيل الوحيد" لاستعادة السيادة الوطنية.ويكمن الهدف الثاني في قدرة فرحات عباس على تحقيق وحدة الصف داخل هيئات الثورة و دحر كل الخلافات بين رؤساء هذه الهيئة . و أشار الوزير السابق للحكومة الجزائرية المؤقتة أن "التجنيد الوطني للمرحوم فرحات عباس في قلب الثورة كان صادقا وكاملا". و في تذكيره بالآراء الإصلاحية للمرحوم فرحات عباس في قلب فيدرالية المنتخبين و أحباب البيان والإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري أوضح مهري أن التطور السياسي لهذه الشخصية الوطنية أكد أن انخراطه في قلب الثورة كان "ثمرة اقتناع شخصي" مضيفا أن فرحات عباس "برهن هذا الانخراط والتجند ميدانيا". و أكد مهري على أهمية "جعل من هذه المحطات التاريخية مناسبة لالتقاء جيل الثورة مع بعضهم البعض من أجل توريث هذا التاريخ للأجيال الصاعدة و إطلاعها على جميع الحقائق التاريخية". من جانبه تطرق قائد الولاية التاريخية الثانية لمين خان إلى دوره في الحكومة المؤقتة و ظروف تأسيسها ونشأتها.