صف، أمس، الباحث والأستاذ المحاضر في كلية الفيزياء بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، طارق بوتقجيرت، التعاون واستغلال البحوث العلمية والتجارب المخبرية التي توصلت إليها المخابر العلمية الجامعية في إطار تحليل المواد وتطبيقها ب ''المحتشمة'' في ظل قلة عدد الشركات والمؤسسات الصناعية التي تلجأ إلى استغلال نتائج البحوث المخبرية· وقال في المحاضرة التي ألقاها أثناء افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الأول حول علوم المادة وتطبيقاتها بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، إنه ''لحد الآن نجد العديد من العلميين والباحثين معزولين في مخابرهم، وللأسف فإن علاقات الباحثين المختصين في علوم المادة تتخذ منحى متناميا وإيجابيا مع الباحثين في الدول الأجنبية، بينما يبقى التبادل على مستوى الوطني محدودا''· وبناء عليه، فإن ورشات العمل التي سيتم تفعيلها خلال المؤتمر ستسمح بتبادل الخبرات والمعارف والكشف عن التطورات الحاصلة في علوم المادة· وكشف الباحث بصفته رئيسا للموتمر الوطني الأول في علوم المادة أن الإشكال المطروح حاليا يتمثل في انعزال الجامعة عن محيطها الخارجي، مستدلا في حديثه بضعف مساهمة النتائج المخبرية للبحث العلمي في بناء النسيج الصناعي والاقتصادي، وهو ما يعني أن هذا القطاع مكتفي لا يبحث فيما توصلت إليه الجامعة في ميدان دراسة المواد - حسبه - على غرار الصناعات الالكترونية، حيث يعكف البحث على الوصول إلى مركبات معينة تتم الاستفادة منها عن طريق دراسة المادة التي تمر بثلاث مستويات تتمثل في نمذجتها، تمثيلها وإنشائها وتحليل خصائصها· وقال المتحدث ذاته، إن معظم البحوث التي تجري في المخابر تنتهي بمناقشة رسائل الدكتوراه على الأقل وجزء منها يتم نشره في المجلة العلمية الدولية التي تشترط تمتع البحث العلمي بدرجة عالية من الدقة لنشره· وفي تقييمه لمستوى البحث العلمي في علوم المادة بالجامعة الجزائرية، أكد الباحث في علم المواد بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، عبد الحفيظ قلو، أن الخلل لا يكمن في الجانب النظري وإنما يسجل العجز في الجانب التطبيقي، لأن الجزائر ليست بلدا صناعيا مثل الصين أو أوربا، ولم ترق بعد لتكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيات الصناعية، وبلوغها هذه المرتبة مرهون بانضمامها إلى التكتلات الإفريقية والعربية· سؤال اليوم: أين وصلت وتيرة الأبحاث والتجارب العلمية المتعلقة بالمادة وتطبيقاتها؟ بوعثني :أستاذ في مادة الفيزياء أعتقد أن البحث في مجال علوم المادة بالجزائر يسير على خطى التطور في الجانب النظري، حيث يهدف هذا المؤتمر الوطني الذي يضم أساتذة ودكاترة وباحثين من مختلف جامعات الوطن، وباحثين من دول أجنبية عرض آخر الأبحاث العلمية المتعلقة بمجال المادة وتطبيقاتها، وهو فرصة تسمح لنا بتقريب الباحثين والمختصين قصد المساهمة في نقل المعلومة العلمية إلى طلبة كلية الفيزياء المسجلين في دراسات الماستر· محمد عصماني :باحث من جامعة فرانسياتا قدمت إلى الجزائر لأشارك مع زملائي الباحثين في تخصص علوم المادة وتطبيقاتها في هذا المؤتمر، وأريد أن أشير إلى أن العلوم لا حدود لها، ووتير ة البحث في علوم المادة في جامعة الجزائر في تقدم مستمر، لأن العلوم غير محدودة، ومثل هذه المؤتمرات تسمح بتعزيز سبل التعاون بين الباحثين الجزائريين على المستوى الوطني والخارجي، مما يؤدي إلى الاستفادة من النتائج العلمية التي تم التوصل إليها من التجارب العلمية التي تتم على مستوى المخابر العلمية· عبد الحفيظ أقلو :باحث في علوم المادة أولا، أريد أن أشير إلى أن مبادرة تنظيم مؤتمر وطني حول المادة وتطبيقاتها تدرج في مصاف الأعمال العلمية التي تسمح للباحثين والمختصين بعرض بحوثهم العلمية، والاحتكاك ببعضهم البعض قصد التعرف على آخر المستجدات الحاصلة في هذا الميدان· أما بالنسبة للمستوى الذي وصل إليه البحث في علوم المادة بالجزائر، فإن العجز والتأخر يسجلان في الجانب التطبيقي بحكم ارتباط هذا التخصص بمجال التطورات الصناعية والتكنولوجية· قاضي محمد :مختص في علوم المادة أعتقد أن وتيرة البحث في مجال علوم المادة حاليا في مستوى التطورات الحاصلة، وأعتقد أن تعزيز التبادل العلمي يساهم في نقل الخبرات والمعارف، وأريد أن أضيف كذلك أن هذا المؤتمر الوطني الأول من نوعه يسمح بتمكين الباحثين من الاطلاع على ما تم التوصل إليه في مجال تحليل المادة وتطبيقاتها المتعددة بحكم اتساع رقعة استعمالها في ميادين ومجالات متعددة سواء الصناعة، التجارة، العلوم الطبية، الصناعات الإلكترونية··· وغيرها· مهدي إبراهيم :باحث في علوم المادة أريد القول إن أبرز مشكل يواجه الباحثين في مجال البحث في علوم المادة يرتبط بعاملين أساسيين هما أولا سوء تسيير الموارد البشرية المتاحة، و ثانيا نقص الإمكانيات المادية المتاحة التي لا أقصد بها جانب التمويل المادي، وإنما الحصول على المواد الضرورية في التحليل، وأعتقد أن تنظيم مثل هذه الملتقيات التي تهدف إلى تمكين الباحثين على المستوى الوطني من الاستفادة من الخبرات العلمية التي تم التوصل إليها·