احتضن متحف المجاهد بميلة يوم الثلاثاء لقاء تأبينيا بمناسبة أربعينية المرحوم المجاهد سليمان بن طوبال المدعو لخضر بحضور سلطات الولاية و جمع كبير من المجاهدين و أبناء الشهداء و أفراد من عائلة الفقيد. وتم في هذا اللقاء الترحم على روح الفقيد الذي وافته المنية يوم 20 أوت الماضي بالجزائر العاصمة بعد حياة دامت 87 سنة قضى جزءا هاما منها في الكفاح من أجل استعادة استقلال الوطن المفدى. وأبرز موسى مغلاوة أحد رفقاء الراحل في مرحلة المنظمة السرية الخاصة بميلة وكذا لدى انطلاقة الثورة بالمنطقة أن من أبرز صفات سي لخضر عضو لجنة 22 التاريخية وعضو الحكومة الجزائرية المؤقتة و الوفد المفاوض في إيفيان فيما بعد " الصرامة والتقيد بالانضباط ". وتجلى ذلك بوضوح كما أضاف لوأج في إشرافه المباشر على عملية إطلاق الرصاصة الأولى للثورة بناحية الميلية (جيجل) وكذا في هجمات 20 أوت 1955 التاريخية ولدى مشاركته في مؤتمر الصومام في نفس التاريخ من سنة 1956. وفي تدخل تناول سيرة المرحوم الذي ولد سنة 1923 بميلة تناول الدكتور الصادق مزهود من جامعة قسنطينة أهمية تاريخ 20 أوت 1955 في مسار الرجل "لدرجة أن مشيئة القدر شاءت أن يرتبط بهذا الموعد حتى في وفاته". وأبدى بن طوبال كما أفاد مزهود منذ الصبا اهتماما مبكرا بواقع بلاده ما دفعه للانخراط في الحركة الوطنية سنة 1942 و الالتحاق بالمنظمة الخاصة بعد إنشائها سنة 1947. وتميز ذلك الإهتمام و الإنخراط حسب السيد مزهود بنشاط كبير في تحضير المناضلين و خاصة بالمكان المسمى"رحى الرومي" الذي استأجره آنذاك من أحد الفرنسيين ليصبح موضع التقاء دائم للمناضلين الوطنيين من شتى المناطق المحيطة بميلة. ووصف والي الولاية في كلمته بالمناسبة المجاهد بن طوبال ب " الوطني الفذ" الذي كان من بين "الرعيل الأول لقادة الثورة و مفجريها" كما كان له شرف عضو الحكومة المؤقتة الأولى كوزير للداخلية وعضو مفاوضي جبهة التحرير الوطني في لقاءات إيفيان التي انتهت باستعادة السيادة الوطنية. وأعلن مسؤول في المكتب الولائي للمجاهدين في ختام الوقفة التأبينية للمرحوم بن طوبال عن الشروع في تحضيرات لتنظيم ملتقى حول حياة وخصال المرحوم في الذكرى السنوية الأولى لرحيله في شهر أوت المقبل.