أعلنت السلطات الاكوادورية حالة الطوارئ بالبلاد على اثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها الرئيس رافائيل كوريا مساء أمس الخميس واتهم معارضيه بالوقوف وراءها فيما اعتبرتها دول العالم محاولات للنيل من النظام الدستورى في البلاد. وأكد الرئيس كوريا ليلة أمس استلامه زمام الامور بعد محاولة الانقلاب التي تعرض لها في أعقاب احتلال رجال الجيش والشرطة الغاضبين على الاجراءات التقشفية التى اعلنتها الحكومة عددا من الثكنات العسكرية واغلاق الطرق في مناطق عديدة من البلاد واحتلال مقر البرلمان. وقال الرئيس مخاطبا مؤيديه على اثر عودته إلى القصر الرئاسي "أن ما حدث يمثل أكثر أيام حكمه حزنا" مشددا على أنه كان ضحية محاولة انقلاب متهما خصومه بالوقوف وراء الاضطرابات. وشدد على أن عناصر الشرطة التى تورطت فى الاضطرابات "غير مسؤولة" وسيتم التعامل معها من خلال القانون. وكان الرئيس كوريا أمضى ست ساعات متحصنا في احدى مستشفيات العاصمة الذي لجأ اليه خوفا على حياته وحاصرته عناصر من الشرطة والجيش المحتجين على سياسة التقشف التي تبنتها الحكومة قبل أن تتمكن قوات الجيش من السيطرة على الوضع وانقاذ الرئيس واعادته إلى قصر الرئاسة. وأعلنت الحكومة الاكوادورية على اثر ذلك حالة الطوارئ في البلاد لمدة أسبوع وكشفت النقاب عن اندلاع أعمال عنف وسرقة في العاصمة كيوتو ومدن أخرى لم تفصل في حيثياتها. وتضاربت الانباء حول محصلة عملية اقتحام قوات الجيش للمستشفى الذي لجأ إليه الرئيس ففيما أعلن وزير داخلية الإكوادور مقتل شرطي واحد واصابة ستة أخرين قال الصليب الاحمر أن شرطيين اثنين قتلا خلال العملية واصيب 37 آخرين. من جانب آخر أكدت السلطات الاكوادورية اعادة فتح مطار العاصمة بعد اغلاقه لعدة ساعات على اثر استيلاء زهاء 150 رجل شرطة على ممره إلى جانب اغلاقهم جسرا وطريقا رئيسيا مؤديا إلى كيتو. وأعلن رئيس بلدية كيتو اوغوستو باريرا اعادة فتح مطار العاصمة الدولي وعودته إلى الخدمة معلنا استئناف الرحلات الجوية الداخلية والخارجية. في غضون ذلك خرج العديد من أنصار الرئيس الإكوادوري اليوم إلى شوارع العاصمة للاعراب عن احتجاجهم على محاولة الانقلاب. وبهدف مناقشة التطورات الاخيرة بالاكوادور عقد قادة دول أمريكا الجنوبية اجتماعا طارئا في الأرجنتين طالبوا خلاله بمحاكمة ومعاقبة الأشخاص الذين يقفون وراء محاولة الانقلاب ضد الرئيس كوريا. وأكد قادة دول أمريكا الجنوبية أنه "لا يمكن أن تتحمل أي تهديد لحكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية من جانب قطاعات فى المجتمع لا تريد أن تفقد الامتيازات التى تتمتع بها". كما توالت ردرود الفعل الدولية المنددة باستهداف الرئيس الاكوادوري حيث أعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم عن تأييده القوي للحكومة المنتخبة في هذا البلد وادانته لمحاولة الانقلاب. وأعربت الممثلة السامية للإتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين أشتون عن قلق الاتحاد الاوربي بشأن الأحداث في الإكوادور ودعت كل الأطراف المعنية إلى إيقاف كل مظاهر العنف التي يمكن أن تخل بالنظام الدستوري للبلاد وبمرتكزات دولة القانون. كما دعت أشتون إلى الحفاظ على الأمن الدستوري بالبلاد معبرة عن " دعمها للأكوادور ولمؤسساته المنتخبة ديموقراطيا". من جهته أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى عن دعمه الكامل للرئيس رفائييل كوريا وإدانته لأعمال العنف ومحاولات النيل من النظام الدستورى في البلاد. وشجبت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ما أسمته ب" العنف والفوضي" بالاكوادرور وأعربت عن دعم الولايات الكامل لرفائييل كوريا ومؤسسات الحكومة الديموقراطية. وناشدت كلينتون جميع الاكوادوريين بالتكاتف معا والعمل معا في اطار عمل مشترك مع المؤسسات الديموقراطية الاكوادورية للتوصل إلى تسوية سريعة وسلمية لاحلال الامن مرة أخري. كما أدانت الحكومة الاسبانية بشدة أية محاولات للعنف واكدت دعمها للحكومة الشرعية الاكوادورية والمؤسسات الديموقراطية في الاكوادور. من جانبه, أدان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الاحتجاجات مناشدا أكبر المنظمات الدولية في أمريكا اللاتينية "البا" و "اناسور" ليكونوا على أهبة الاستعداد. وحملت كوبا وعلى لسان وزيرها للخارجية برونو رودريجز في بيان لها " قائد القوات المسلحة المسؤولية الكاملة عما حدث". كما أعربت الارجنتين عن رفضها التام لقيام القوات المسلحة الاكوادورية بأعمال عنف. من جانبها أدانت الحكومة البيروفية التمرد الذى قامت به بعض قوات الشرطة والجيش وامرت بإغلاق حدودها مع الاكوادور. وجاءت ادانات مماثلة لمحاولة الانقلاب بالاكوادور ودعما للرئيس كوريا من حكومات كل من تشيلي وبوليفيا وكوستاريكا والهندوراس.