تعرض رئيس تيمور الشرقية ووزيره الأول لمحاولتي اغتيال استهدفت الأول في مقر سكنه بالعاصمة دباي في نفس الوقت الذي نصب فيه مسلحون كمينا للثاني ولكنه نجا بأعجوبة من موت محقق· ونقل الرئيس التيموري خوسي راموس هورتا على جناح السرعة الى أحد المستشفيات الاسترالية في حالة غيبوبة عميقة، حيث تضاربت مختلف التقارير حول حقيقة وضعه الصحي وذكرت مصادر استشفائية استرالية بمدينة داروين أقرب مدن استراليا من تيمور الشرقية والتي نقل إليها الرئيس هورتا أن هذا الأخير أصيب بعدة رصاصات في بطنه وهو ما جعل رئيس الوزراء الأسترالي يصف حالته ب الخطيرة ولكن رئيس البرلمان التيموري فرناندو دي أروخو أكد أن الرئيس خرج من دائرة الخطر وبدأ يستعيد عافيته بشكل تدريجي، وأكد أن الأطباء تمكنوا من استخراج رصاصة استقرت في إحدى رئتيه· وأكدت كل التقارير من العاصمة ديلي أن دولة تيمور الشرقية تعرضت لمحاولة انقلابية فاشلة نفذها مسلحون بقيادة ألفريدو رينادو الذي قتل في الهجوم· وقال رئيس الوزراء التيموري الذي نجا من محاولة مماثلة شاناناغو سماو أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة رغم تعرض رئيس الدولة لجروح بليغة·يذكر أن هذا الانقلاب الفاشل نفذه الرائد السابق في الجيش التيموري ألفريدو رينادو والذي طرد من صفوف الجيش قبل أن يتمرد على النظام الحاكم في سنة 2006 ولقي حتفه في هجوم أمس· ومباشرة بعد هذه المحاولة الفاشلة أعلنت حالة الطوارئ في البلاد لمدة يومين مع حظر التجول في البلاد تحسبا لأية تطورات لاحقة· وفي أول رد فعل دولي على هذه التطورات المفاجئة، أكدت الحكومة الاسترالية ارسالها لمزيد من التعزيزات العسكرية لاحتواء الموقف وعدم حدوث انزلاقات قد تعصف بالحكومة التيمورية الفتية·وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد إن بلاده تلقت طلبا من حكومة تيمور الشرقية لتقديم المزيد من المساعدات الأمنية، وأنها استجابت لذلك وأنها قررت ارسال عشرات الجنود الاضافيين الى جانب حوالي 800 جندي استرالي المنتشرين حاليا في تيمور الشرقية ضمن قوة دولية· وهو الموقف الذي اتخذته زيلاندا الجديدة التي أرسلت 35 جنديا وعبرت عن استعدادها لارسال200 جندي آخر إذا استدعت الضرورة ذلك· وكثفت السلطات الأندونيسية القوة الاستعمارية السابقة لجزيرة تيمور الشرقية من تعزيزاتها العسكرية على طول حدودها مخافة وقوع تطورات مفاجئة للوضع·وأدان الأمين العام الأممي، بان كي مون، أمس محاولة الانقلاب الفاشلة في دولة تيمور الشرقية ووصف الهجمات بغير المقبولة، وهو الموقف الذي اتخذه رئيس اللجنة الأوروبية جوسي مانويل باروسو الذي أدان باسم الدول الأوروبية المحاولة الانقلابية الفاشلة· يذكر أن جمهورية تيمور الشرقية تعد من أصغر وأفقر دول العالم وقد حصلت على استقلالها عن أندونيسيا سنة 2002 عبر استفتاء شعبي·ولكن هذه الدولة الفتية لم تعرف الاستقرار المنشود، حيث تعرضت لسلسلة اضطرابات شهري أفريل وجوان 2006 مما حتم على الأممالمتحدة إرسال قوة دولية اإلى هناك ضمن مهمة محددة بإرساء الأمن والإستقرار· للإشارة أن الرئيس هورتا كان انتخب رئيسا للبلاد العام الماضي بعد أن شغل منصب الوزير الأول وقاد كفاح التحرر عن دولة أندونيسيا طيلة ثلاثة عقود·