توالت التنديدات الدولية بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس اليساري لهندوراس مانويل زيلايا أول أمس، في حين أعلنت حالة الطوارئ لمدة يومين في البلاد. وأدانت منظمة الدول الأميركية الانقلاب قائلة إنها لن تعترف بأي حكومة باستثناء حكومة الرئيس المخلوع زيلايا. ودعا المجلس الدائم للمنظمة في بيان جرى تبنيه خلال اجتماع طارئ بمقر المنظمة في واشنطن إلى "عودة فورية وسالمة وغير مشروطة" لزيلايا. ووصف المجلس الانقلاب بأنه "بديل غير دستوري للنظام الديمقراطي"، كما أدان اعتقال وزيرة الخارجية باتريشيا روداس ومسؤولين آخرين بالحكومة. وفي السياق أدان رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا أول أمس "اختفاء" روداس، قائلا إن الجيش اعتقلها ونقلها إلى قاعدة عسكرية في العاصمة الهندوراسية تيغوسيغالبا ويعتقد أنها طردت خارج البلاد. وأدلى أورتيغا بتصريحاته في مطار ماناغوا لدى استقباله نظيره الإكوادوري رافائيل كوريا، وهو أول زعيم بتحالف "البديل البوليفاري للأميركتين" اليساري يصل إلى نيكاراغوا لمناقشة الوضع في هندوراس. كما أثار الانقلاب إدانة من جانب حليف زيلايا الإقليمي الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يدافع عن اليسار في أميركا اللاتينية. وهدد شافيز بالتدخل عسكريا في حال قيام القوات الهندوراسية بتحرك ضد سفارته أو سفيره هناك. من جهته أعلن الرئيس الإكوادوري أن حكومته لن تشارك في عمل عسكري ضد هندوراس إلا إذا كان هناك ما يهدد الدبلوماسيين الإكوادوريين أو دبلوماسيي حلفاء الإكوادور. وفي الأممالمتحدة قال متحدث باسم أمينها العام بان كي مون إنه "يشعر بقلق عميق إزاء أحدث التطورات في هندوراس ويدين اعتقال الرئيس الدستوري للبلاد". وفي وقت سابق ندد الاتحاد الأوروبي بالانقلاب في حين عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه من تطورات الأوضاع في هندوراس ودعا إلى عودة الدستور. ميدانيا أعلن الرئيس المؤقت روبرتو ميتشيليتي حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة بعد ساعات من الانقلاب، في حين نزل المئات من مؤيدي الرئيس المخلوع إلى الشوارع وأقاموا حواجز على الطرق في وسط العاصمة وأغلقوا الطريق المؤدية إلى قصر الرئاسة. وذكر شهود عيان أنهم سمعوا أصوات عدة طلقات نارية كما شوهدت سيارة إسعاف تصل إلى المكان، ولم يتضح ما إذا كان أحد قد أصيب أو من الذي أطلق النار. ووعد ميتشيليتي الذي كان رئيسا للبرلمان قبل انتخابه بالإجماع من قبل الأخير بديلا لزيلايا، بالسعي لحوار وطني يفضي إلى حكومة تتقاسم السلطة فيها كل الأطراف السياسية. وتحدى ميتشيليتي الضغوط العالمية لإنهاء الانقلاب، قائلا "أعتقد أنه ليس من حق أحد هنا لا باراك أوباما ولا هوغو شافيز أن يأتي ويهدد هندوراس". من ناحيته وصف الرئيس المخلوع الانقلابيين بأنهم عصابة مارقة. وقال زيلايا -وهو رجل أعمال سابق- إن الجنود "خطفوه" وبالكاد أعطوه فرصة لتغيير ملابس نومه، ورحل بعد ذلك في طائرة عسكرية إلى كوستاريكا. وكان زيلايا (65 عاما) الذي تولى منصبه عام 2006 وتنتهي ولايته التي تستمر لأربع سنوات في أوائل 2010، قد أثار غضب الجيش والقضاء والكونغرس عندما سعى لإجراء استفتاء يسمح بإعادة انتخابه لولاية ثانية. وكانت هندوراس الدولة الفقيرة بأميركا الوسطى والتي تصدر البن والمنسوجات والموز ويبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، مستقرة سياسيا منذ نهاية الحكم العسكري أوائل ثمانينيات القرن الماضي.