تشكل إشكالية تسيير سوق العمل وآثارها على ترقية التشغيل ومحاربة بطالة الشباب طالبي الشغل المبتدئين محور انشغالات المشاركين في أشغال الملتقى الجهوي حول "الوساطة في التشغيل ودورها في أسواق العمل وإدارة الحكم الراشد" الذي انطلقت فعالياته يوم الأحد بالجزائر العاصمة. كما سيدرس المشاركون في الملتقى -- الذي يدوم أربعة أيام -- مختلف التجارب في مجال الوساطة في سوق العمل على مستوى بعض دول المغرب العربي والدول العربية للشرق الأوسط وبلدان أوروبية. وفي ذات السياق ستتيح المناقشات التي تتخلل الملتقى -- حسب منظميه -- "التعرف إلى التجارب الأجنبية حول دور القطاع الخاص في تنصيب العمال ومساهمتها في ضبط سوق التشغيل (الهيئات الخاصة المعتمدة للتنصيب ومؤسسات المناوبة والمجتمع المدني)". وإضافة إلى" تحليل إشكالية وخصوصيات الإدماج المهني لحاملي لشهادات في سوق العمل" سيستعرض المشاركون في هذا اللقاء "التجارب الناجحة" والاستراتيجيات المنتهجة من طرف الدول المشاركة في ترقية التشغيل ومحاربة البطالة. وخلال الجلسة الافتتاحية -- التي ترأسها وزير العميل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح -- دعا مدير برنامج بالمكتب الدولي للعمل جيوساب كزال المشاركين في الملتقى إلى تتويج أشغالهم باقتراحات وتوصيات "ملموسة" من اجل تكفل أفضل بقضايا التشغيل. كما أبرز أن الهدف من تنظيم الملتقى هو "التشاور وتبادل التجارب بين البلدان المشاركة في مجال محاربة البطالة وحماية مناصب العمل". من جهته أكد مدير المركز العربي لإدارة العمل التشغيل لتونس محمد قشاعو ان اختيار الجزائر لتنظيم هذا الملتقى يؤكد "الاعتراف والتقدير الذي تحظى به الجزائر نظير الجهود التي تبذلها في مجال التشغيل ومحاربة البطالة". كما أبرز قشاعو المشاركة "النوعية وذات المستوى العالي" في هذا الملتقى معتبرا أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية قد "أدت إلى زيادة في نسبة البطالة مما يستدعي المزيد من الجهود والتشاور للحد من هذه الظاهرة. من جهة أخرى سيتم تخصيص اليومين الأخيرين من الملتقى لعقد ورشة حول موضوع "إدارة العمل والحكم الراشد" تنشط من قبل خبراء متخصصين في المسائل المرتبطة بإدارة العمل ووظائفها التقنية تنظيمها وسيرها. وتتلخص الأهداف المرجوة من هذه الورشة في "توضيح المفاهيم التي تتضمنها المقاييس الدولية ومقارنتها بتلك المستعملة في التشريع الوطني وكذا مناقشة وتحليل تركيبات نظام ادرة العمل الحديث". وفضلا على الاستفادة من مختلف تجارب الدول المشاركة سيتم خلال الندوة مناقشة التحديات التي يجب أن ترفعها إدارة العمل في الجزائر في ظل عصرنة تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وتتمثل المحاور التي سيتم التطرق إليها خلال الندوة في ادوار ووظائف إدارة العمل ونظام إدارة العمل في الجزائر و التحديات الواجب رفعها و استراتيجية تنفيذها سيما في مجال مراقبة تطبيق تشريع وتنظيم العمل وترقية الحوار الاجتماعي. و للإشارة يشارك في الملتقى كل من بلدان المغرب العربي ولبنان وسوريا واسبانيا وايطاليا وفرنسا.