يبقى مشكل الامن الغذائي يشكل احدى الانشغالات الكبيرة للبلدان العربية و الإفريقية التي تريد اقامة شراكة حقيقية قادرة على تسوية هذه الاشكالية من خلال استعمال سويا الموارد و الطاقات الهائلة التي تزخر بها هذه البلدان. و ستشكل هذه المسألة محور نقاش واسع خلال القمة العربية-الإفريقية الثانية التي تعقد يوم الأحد بمدينة سرت الليبية بمشاركة الزعماء العرب و الأفارقة من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. و توفر البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء و التي تتوفرمعا على موارد مائية هامة و أراض شاسعة صالحة للزراعة و تنوع زراعي و بيئي كبير فرصا كبيرة للاستثمار. و تتوفر البلدان العربية من جهتها على طاقات هائلة من رؤوس الاموال و المهارة و أفضل الطرق التقنية التي يمكنها الاستفادة منها من أجل اطلاق مشاريع استثمارية بالقارة الإفريقية. و على المستوى الجهوي سجلت أهم زيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بكل من اسيا و بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء التي يعاني منها قرابة 90 بالمئة من الأشخاص من المجاعة في العالم. من جهة أخرى اشارت توقعات صندوق الأغذية و الزراعة أنه طالما أن الأزمة الاقتصادية العالمية مستمرة و أن أسعار المواد الغذائية لن تنخفض فان أغلبية البلدان النامية خصوصا البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء ستواجهة صعوبات جامة في تخفيض عدد الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية ب 50 بالمئة في افاق سنة 2015. و لمواجهة هذا الوضع انعقدت عدة اجتماعات رفيعة المستوى ضمت الخبراء و الوزراء من المنطقتين بكل من دمشق و الرياض و القاهرة من أجل ضبط خطة العمل المشتركة بهدف تعزيز التعاون في مجال الفلاحة و الأمن الغذائي بين البلدان العربية و الإفريقية. و قد أكد هؤلاء على ضرورة مواجهة مشاكل التنمية الفلاحية و الأمن الغذائي من خلال ترقية التعاون و التضامن العربي و الإفريقي. كما صادق المشتركون في هذه الاجتماعات على خطة العمل المشتركة كاداة للشراكة و التكامل لفائدة شعوب المنطقتين من خلال تحديد عدة مجالات لهذا التعاون منها التنمية الفلاحية و الاحتياطات الغذائية و المنشات القاعدية و التجارة و تطوير البحث الفلاحي و التحول التكنولوجي.