وصفت الفنانة التشكيلية الجزائرية شفيقة بن دالي حاسين فن الرسم المغاربي بكونه "بخير و يفتخر بفنانيه" و ذلك على هامش أول صالون مغاربي للفنون التشكيلية افتتح يوم الأحد بجيجل. وأضافت هذه الفنانة القسنطينية التي تشارك في هذا الصالون بلوحتين بعنوان "تقاليد قسنطينية" و "ذكريات ماضية" في هذا السياق أن اللوحات الزيتية لفناني بلدان المغرب العربي ليس لديها ما ينقصها بالمقارنة مع تلك المنجزة من طرف فنانين آخرين من بلدان متقدمة. ويتضمن هذا المعرض المغاربي الأول الذي حضر حفل تدشينه رئيس الإتحاد الوطني للفنون الثقافية عبد الحميد لعروسي أزيد من 120 لوحة لفنانين جزائريين وموريطانيين و تونسيين. و يعكس هذا المعرض حسب مدير الثقافة عمر مازاري "الموهبة الإبداعية للفنانين التشكيليين في الفضاء المغاربي". ويشاطر هذا الرأي مامادو حميدو آن و هو فنان تشكيلي و موسيقي موريطاني يعرض للمرة الرابعة بالجزائر معترفا "بثراء و تنوع" أعمال " فناني البلدان المغاربية". وقال هذا الفنان الذي يعزف أيضا على آلة الغيتار "سمح لنا هذا الصالون باختبار قدراتنا و الحكم عليها" و "تعزيز و تقوية الروابط بين الفنانين عبر مجموع الفضاء المغاربي". ومن جهتها تعرض مواطنته أميناطا سو التي تشارك في هذا الملتقى الثقافي بلوحتين "مستلهمتين من النساء" و هن تهمسن في ما بينهن بشأن يومياتهن". وأوضحت هذه الفنانة ل (و أج) أن أعمالها غنية بالألوان التي يطغى عليها الأصفر والبرتقالي و الأحمر القاتم قائلة انها "ألوان بلدي". أما المشاركة التونسية الممثلة بثلاث فنانات تشكيليات فتبرز بدورها جمال و ثراء و قوة لوحات تبدو للعين كلها بسيطة ولكنها غنية بالدروس و العبر. ومن بينهن الفنانة مونا نقرة وهي مدرسة بمدرسة الفنون الجميلة بتونس وتزور الجزائر لأول مرة وتعرض أعمالا يعد فيها ثفل القهوة المادة الأساسية لإخراج و إبراز مشاهد من الحياة الاجتماعية. وتقول هذه الفنانة التونسية "إني استلهم من هذه المادة لأغيرها أو أبدلها إلى فضاء للصورة التشكيلية". وخصصت ثلاثة فضاءات لهذا الصالون الأول الذي سيكون حسب رئيس الإتحاد الوطني للفنون الثقافية بمثابة "إطار لإنعاش نشاط الفنون التشكيلية بمدينة جيجل". وأعرب لعروسي في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح هذه التظاهرة عن "ثقته في المغرب الثقافي" معتبرا أن الأمر يتعلق بعامل من شأنه أن يعزز و يوطد روابط الصداقة و التعاون و حسن الجوار. وتعود فكرة تنظيم هذا الملتقى الثقافي إلى المنسق الولائي لجيجل لدى الإتحاد الوطني للفنون الثقافية محمد منعة الذي يرى أن هذه التجربة الأولى تعد "بداية جيدة" في حد ذاتها. ووعد منعة بتنظيم "صالون متوسطي" للفنون التشكيلية في المستقبل سيضم فنانين من الضفتين الشمالية و الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط.