افتتحت يوم الأربعاء بالخرطوم أشغال الدورة الثالثة للجنة المختلطة الجزائرية-السودانية تحت رئاسة عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، وعلي أحمد كارتي، الوزير السوداني للشؤون الخارجية. وفي تدخله خلال الجلسة الإفتتاحية، أكد السيد مساهل أن أشغال هذه الدورة "ستسمح للطرفين بتقييم شامل و موضوعي لتعاونهما و إعطائه ديناميكية جديدة من خلال برنامج العمل الذي سيشمل مختلف المجالات و الذي ستتم المصادقة عليه عقب الأشغال". و أشار في هذا الصدد: "اننا نأمل في أن تشكل هذه الدورة مرحلة هامة في مسار تجديد التعاون بشكل يسمح بتعزيز قدراتنا الإقتصادية من خلال مشاريع من شأنها أن تقوي تكاملنا و استقلالنا". وأوضح السيد مساهل أن الوضع الحالي للتعاون الثنائي "لا يعكس بتاتا طموحات البلدين و الشعبين الجزائري و السوداني اللذين يتطلعان إلى مزيد من التعاون و التكامل بالنظر إلى توفر قدرات و طاقات كبيرة". وأكد الوزير: "انه من الضروري اليوم إيجاد السبيل الأفضل لتوسيع قاعدة التعاون الثنائي إلى كافة الميادين لأننا نتوفر على امكانيات مادية و تقنية و بشرية كبيرة تسمح لنا ببناء فضاء للعمل المشترك في مختلف قطاعات النشاط". وأعرب السيد مساهل عن قناعته بأن أشغال هذه الدورة "ستتوج بنتائج هامة ستعكس مستوى تطلعاتنا المشتركة و ستمكن من رفع العلاقات بين البلدين إلى المستوى المرغوب طبقا لتوجيهات الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و عمر البشير". ومن جهته، ذكر السيد كارتي بالأهمية التي يوليها بلده لتطوير التعاون مع الجزائر. وكان السيد مساهل قد تحادث قبل هذا مع السيد كارتي حول الوضعية في الدرافور و جنوب السودان و حول أهمية الإلتزامات المتخذة من قبل جميع الأطراف السودانية من أجل تطبيق قرارات الإتحاد الإفريقي. كما تطرق الوزيران إلى الإجتماع رفيع المستوى حول السودان المنعقد في 24 سبتمبر 2010 بنيويورك قصد تجنيد المجتمع الدولي حول تطبيق المرحلة النهائية لاتفاق السلام الشامل و التحضيرات للإستفتاءين اللذين سيجريان في 9 جانفي 2011. وذكر السيد مساهل في هذا الصدد بأن الجزائر تأمل في أن تتوج الجهود المبذولة حاليا و المدعمة من قبل الإتحاد الإفريقي بانضمام جميع الأطراف السودانية التي عليها أن تتحلى بروح الوئام و الأخوة لضمان استقرار و وحدة و ازدهار السودان. كما التقى السيد مساهل بوزير التعاون الدولي السيد جلال يوسف الديغاير بحيث سمحت المحاثات بين الطرفين باستعراض وضع التعاون الثنائي و آفاق تطويره. و للتذكير سيشارك السيد مساهل عقب الأشغال في الزيارة إلى السودان التي ستقوم بها اللجنة الوزارية للإتحاد الإفريقي من أجل إعادة إعمار و تطوير السودان لمرحلة ما بعد النزاع. و ستجري اللجنة الوزارية خلال هذه الزيارة التي ستدوم من 23 إلى 26 أكتوبر 2010 لقاءات مع السلطات المركزية السودانية و ستتوجه إلى جوبا (جنوب السودان) حيث ستلتقي بمسؤولي المنطقة لتبادل وجهات النظر حول سبل تفعيل الجهود المبذولة خاصة من قبل الإتحاد الإفريقي من أجل إعادة إعمار و تطوير السودان في مرحلة ما بعد النزاع.