أحدث منظمو مهرجان قرطاج السينمائي اليوم الاثنين جائزة جديدة خاصة بالجمهور تهدف أساسا إلى إشراك اكبر عدد ممكن من عشاق الفن السابع في فعاليات الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية التي تحتضنها العاصمة التونسية منذ يوم السبت. وأبرز المنظمون أن إحداث هذه الجائزة لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة العريقة التي تعود الى سنة 1966 تاتي مكافاة للجمهور باعتباره طرفا اساسيا في تقبل الانتاج السينمائي. وهكذا ستتاح الفرصة للمتفرجين بالقيام بعملية اختيار أحسن فيلم قبل الدخول الى قاعات العروض - في اطار المسابقة الرسمية للافلام الطويلة - حيث توزع بطاقات الاختيار على المتفرجين الذين يمكنهم منح عدد معين من النقاط للفيلم الذى يرونه مناسبا قبل ايداع بطاقاتهم في صندوق الاقتراع ليقع احتساب النقاط فيما بعد. ومن المنتظر أن يحرز الفيلم الحاصل على أحسن معدل من النقاط على جائزة التنين (التانيت) الذهبي للجمهور . وعلى هامش فعاليات المهرجان سينعقد بعد غد الأربعاء ملتقى للنقاد السينمائيين العرب الذي سيتناول واقع النقد السينمائي في الدول العربية وآفاق تطويره كي يواكب التحولات والتغيرات السريعة التي تعرفها الصناعات السينماطوغرافية في العالم. وسيقوم بتنشيط هذا الملتقى سينمائيون ومختصون في مجال النقد السينمائي من عدة دول عربية من بينهم الامين العام للجمعية الدولية للصحافة السينمائية السيد كلاوس ايدار. ودوما في اطار تظاهرة قرطاج السينمائية الدولية ستنظم ندوة دولية حول موضوع "السينما الإفريقية والمغاربية وعلاقتها بالمتلقي". وكان الجمهور العريض امس الاحد على موعد مع الفيلم الجزائري "خارج عن القانون" الذي صنع الحدث في مركب "قمرت السينمائي" والذي اخرجه المخرج الجزائري رشيد بوشارب. ويستعرض الفيلم مرحلة من مراحل كفاح الشعب الجزائري التحرري سواء داخل الجزائر او على ارض المستعمر الفرنسي كما يسلط الضوء على مجازر 8 ماي 1945 في كل من سطيف وقالمة وخراطة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق ابناء الجزائر الذين خرجوا للشوارع مطالبين باستعادة استقلالهم وسيادتهم الوطنية فبل ان يتعرضوا الى مذابح قلما عرفها تاريخ البشرية. وعقب انتهاء العرض عقد المخرج الجزائري رشيد بوشارب لقاء صحفيا - بحضور جمهور غفير ومؤلفين ومخرجين وممثلين من عدة دول - لمناقشة انتاجه السينمائي الذي كان قد نال جائزة لجنة التحكيم خلال الدورة الاخيرة لمهرجان كان السينمائى بفرنسا. وأبرز المخرج الجزائري رشيد بوشارب ان احداث الفيلم "مستوحاة" من تاريخ الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي كما ان جانبا منها يعكس قصة عائلته وحياته الخاصة وفترة من فترات طفولته مشيرا الى ان بداية التفكير في سيناريو هذا الفيلم كانت مع فيلمه الشهير "الاهالي" الذى عرض سنة 2005. للإشارة، فإن هذه التظاهرة - التى تعد من أعرق التظاهرات السينمائية على الصعيدين العربي والافريقى والتى تتواصل الى غاية 31 اكتوبر الجاري - تتضمن عرض أكثر من 250 فيلم من بينها الافلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية. وسيتم خلال هذه الدورة تكريم العديد من الفنانين العرب والافارقة ومنح جوائز متنوعة لاحسن الافلام الطويلة واجمل الافلام القصيرة وافضل الافلام الوثائقية واحسن الممثلين. وتتكون لجنة التحكيم الرسمية للافلام الطويلة من المخرج الهايتى راوول باك رئيسا والاعضاء جوزيف قايى راماكا من السينغال وأنور براهم من تونس وعتيق رحيمي من افغانستان والهام شاهين من مصر وسلاف فواخرجي من سوريا وديان براتيي من فرنسا.