من المقرر أن تنطلق بالعاصمة التونسية إبتداءا من ال 23 من أكتوبر الجاري فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التي تتواصل إلى غاية نهاية هذا الشهر وسط مشاركة عربية أو أوربية وإفريقية كبيرة من شأنها أن تثري هذا الحدث الفني السنوي وتعرف بخصوصية العمل السينمائي لكل دولة. وستعرف هذه الدورة على غرار الدورات الأخرى للمهرجان تكريم عدد من نجوم الفن السابع الذين تألقوا وبرزوا بقوة في الساحة ومن بينهم المخرج الجزائري الكبير رشيد بوشارب الذي سرق كل الأضواء ب »الخارجون عن القانون« وأضحى عنوان كل تظاهر سينمائية دولية وسيتم في إطار التكريم عرض سبعة أفلام لهذا المخرج المتميز منها فيلم »الأهالي« و»شاب« والعصا الحمراء وأفلام أخرى لطالما صنع بها الحدث خلال مشاركاته في مختلف التظاهرات السينمائية العالمية وللتذكير فإن مختلف الصحف العربية أضحت تلقب بوشارب بصاحب »الخارجون عن القانون« هذا العمل الضخم الذي زاد من بروز وتألق السينما الجزائرية وفتح الكثير من التساولات وتحول إلى قضية شائكة لدى بعض الأوساط الفرنسية التي إرتأت أن تصنفه أكثر من كونه عمل فني إبداعي راقي وجرئ هذا وستكون الممثلة الفلسطينية المبدعة هيام عباس التي ظهرت في عدة أعمال سينمائية على غرار »باب الشمس« و»الستار الأحمر« وغيرها من الأسماء والشخصيات الفنية المكرمة في هذه الدورة إلى جانب عدة وجوه سينمائية أخرى راحلة. وستكون الجزائر حاضرة في مسابقة مهرجان أيام قرطاج السينمائية ممثلة بفيلم »رحلة الجزائر« للمخرج عبد الكريم بهلول وتروي قصة هذا العمل معناه إمرأة تجد نفسها وتعيش مرارة الوحدة مع أبناءها إستشهاد زوجها في الثورة التحرير الوطني ويعتبر الفيلم مواصلة للإنتاجات الجزائرية الثورية بحيث يعرض مشاهد ما بعد الثورة وبصور نتائج المآساة الجزائرية وستعرف التظاهرة أيضا مشاركة 55 فيلما آخر يمثل 18 دولة عرب وإفريقية وأوربية أما في إطار المنافسة فهي تخص الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة وكذا الأفلام التسجيلية والفيديو وتقتصر المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة في هذه الدورة على 15 فيلما فقط من الوطن العربي وإفريقيا بعد أن كان من المعتاد تسجيل 20 فيلما في برنامج المنافسة للدورات السابقة وجديد دورة مهرجان قرطاج السينمائي لهذه السنة هو تقديم عروض ثلاثية الأبعاد أو »3دي« بحيث تعرف التظاهرة لأول مرة مشاركة ثلاثة أفلام لهذا النظام الذي يعتمد على تقنية جد متطورة في كل من العرض والمشاهدة أيضا وهذه العروض هي خارج المنافسة وبرمجت للإطلاع على أحدث تقنيات السينما العالمية في تجربتها الناجحة والمهمة. وفي سياق آخر، ستقام في إطار عملية تنظيم العروض السينمائية الخاصة بالمهرجان أقسام خاصة لكل من السينما المكسيكية والسينما اليوغسلافية، كما ستقام مسابقة خاصة للأفلام التونسية القصيرة وذلك نظرا لكثافة الإنتاج في هذه الأفلام التي تدخل المنافسة بصبغة خاصة جدّا، وستنظم أيضا على هامش هذه الدورة من المهرجان الذي تديره المنتجة والمخرجة التونسية ذرة بوشوشة منذ سنة 2008 محاضرات وندوات تتناول مواضيع حول الفن السابع من كل جوانبه، فضلا على تخصيص فضاءات للتكوين في مختلف تقنيات العمل السينمائي في ورشات خاصة هدفها الإلمام بكل الخبرات والتجارب لصناعة سينمائية مثلى. ويعتبر مهرجان قرطاج محطة مهمة في تاريخ التظاهرات الدولية الخاصة بالشاشة فهو حريص دائما على جمع كل الأعمال الراقية مركز على السينما العربية والإفريقية التي تكون عنوان المنافسة الرسمية في كل دورة، وفي عمره الثالث والعشرين يشهد المسرح الأثري بقرطاج على كل الأفلام والنجوم الذين صنعوا السينما العربية والإفريقية والأوروبية، شهد أفواج المتوجين وتألق المبدعين ولأن السينما لا تعرف الإقصاء فإن مهرجان أيام قرطاج جاء ليلم الشمل من جديد وتعيش تونس أسبوعها السنوي السيمنائي وبين أحضانها 18 دولة و55 فيلما ومئات الشخصيات والأسماء السينمائية اللامعة في سماء تونس.