لا زالت الجهود مستمرة من اجل استئناف المفاوضات المباشرة الفلسطينية-الاسرائيلية بالرغم من اعلان سلطات الاحتلال عن انشاء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية ويبقى الرد الفلسطينى قائم على تكثيف المشاورات و تكريس أسس المصالحة الوطنية. وبقي أسبوع واحد من مدة الشهر التى منحتها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية للادارة الأمريكية من أجل استئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية مع وقف الأخيرة للأعمال الاستيطان بالضفة الغربيةالمحتلة.و في هذا السياق قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد انتهاء مهلة الشهر بعد ان تبلغها الإدارة الأمريكية بما توصلت إليه بشكل نهائي مع إسرائيل , وبناء على ذلك سيتم بحث الموقف ودراسة الشروع فى الخيارات المتاحة. من جهتها، أبلغت الإدارة الأمريكية القيادة الفلسطينية استمرارها فى جهودها مع إسرائيل لاقناعها بتجميد نشاطاتها الاستيطانية المستمرة الا أن الجانب الفلسطينى لم يتلق أية إشارات مشجعة من الغرب بشأن التوصل لاتفاق ملموس. وفي الوقت الذي تتعالى فيه اصوات دول المجتمع الدولي لكبح سياسة اسرائيل القاضية بالاستمرار في نشاطاتها الاستيطانية اعلنت سلطات الاحتلال شروعها في التجريف والإعداد لإنشاء 56 وحدة استيطانية على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. وحول الخيارات المتاحة أمام السلطة والقيادة الفلسطينية قال الرئيس محمود عباس أن هناك مساع مستمرة من امريكا والعالم واللجنة الرباعية ولجنة المتابعة العربية من اجل استئناف المفاوضات المباشرة اذا توقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وأكد على انه "إذا لم تات الجهود بنتائج ملموسة فلدينا خيارات أخرى كثيرة منها التوجه الى المنظمة الدولية للامم المتحدة أو إلى مجلس الامن أو إلى الولاياتالمتحدةالامريكية من أجل الوصول الى حل". و يرى محللون سياسيون بخصوص القدس ان إسرائيل تعمل من ناحية اخرى على الحد من إمكانية تطوير الأحياء الفلسطينية في المنطقة من النواحي الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية حيث تفرض قيودا شديدة على تطوير هذه المناطق سعيا إلى تكريس فكرة أن القدس (قلب العالم اليهودي وأنها تشكل المركز الروحي لليهود في إسرائيل والعالم). وحملت الجامعة العربية المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية والسياسية والأدبية تجاه ما تشهده الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من تغيير جغرافي وتشويه للإرث الحضاري الإسلامي والمسيحي العربي. وطالبت الجامعة العربية في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى ال 93 لصدور وعد بلفور الذي يصادف 2 نوفمبر من كل عام المجتمع الدولي بالتحرك لإلزام إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وفي سياق السياسة العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، أفاد مكتب التنسيق للاعمال الانسانية للامم المتحدة ان ما لا يقل عن 300 موطنا فلسطينيا من بينهم عشرات الاطفال أصيبوا بجروح في اعمال عنف قام بها مستوطنون يهود منذ مارس 2008 في الضفة الغربية. و رغم كل الضغوطات و السياسات التعسفية العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني الاعزل تبقى ارادته قائمة من اجل استرجاع حقوقه المسلوبة من خلال اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. وأكدت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية تمسك الشعب الفلسطينى بحق العودة إلى دياره التي شرد منها والتي تمارس فيها سلطات الاحتلال مختلف أشكال و أساليب الانتهاكات أخطرها الاستيطان ومصادرة الأراضي. وشددت المنظمة على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي شرد منها عام 1948 طبقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين فى سجون الاحتلال. أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فجددت هي الأخرى تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في استرداد فلسطين كاملة دون التفريط بشبر واحد من ترابها مؤكدة رفض أية حلول على حساب المبادئ والثوابت في الصراع مع إسرائيل. فيما يخص ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية قال قيادي بارز في حركة "حماس" ان الجلسة المقبلة مع حركة "فتح" في دمشق ستبحث التوافق على تشكيل اللجنة الأمنية المشتركة والتي ستشرف على إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية. و ستركز الجلسة في دمشق حسب ما اكده رئيس وفد حركة حماس من غزة النائب إسماعيل الأشقر على النقاش حول التوافق على تشكيل اللجنة الأمنية التي ستشرف على بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتنفيذ بعد ذلك لابد أن يكون بالتوافق ونحن معنيون أن تكون الأمور واضحة وجلية حتى لا تحدث بعض العقبات في التنفيذ".