أكدت الولاياتالمتحدة عن إحراز تقدم لتفعيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي عرف مسارها تعثرا منذ عدة سنوات بسبب استمرار إسرائيل في وضع مختلف العراقيل للحيلولة دون التوصل إلى تسوية نهائية. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن إدارة بلاده ''أحرزت تقدما'' بخصوص دفع الفلسطينيين والإسرائيليين للانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة. ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن نوعية هذا التقدم واكتفى بإبداء تفاؤله في إمكانية تحريك عملية السلام خلال الأيام القليلة القادمة حيث قال ''نبقي على تفاؤلنا في أن يتم التحرك نحو المفاوضات المباشرة في المستقبل القريب''. ولم يحدد المسؤول الأمريكي تاريخا لاستئناف هذه المفاوضات واكتفى بالقول أننا ''نواصل اتصالاتنا مع كل الأطراف وأعتقد بأن بيان اللجنة الرباعية سيصدر قريبا ونواصل الاعتقاد بأننا نحرز تقدما باتجاه المفاوضات المباشرة كهدف نهائي''. ويأتي الكشف عن موقف الإدارة الأمريكية في الوقت الذي لا يزال فيه كل من الفلسطينيين والإسرائيليين مصرين على مواقفهم بشأن هذه المفاوضات حيث تطالب السلطة الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة للتفاوض بينما تواصل حكومة الاحتلال فرض إملاءاتها لتحديد نتائج العملية التفاوضية وفق ما يخدم مصالحها بدعوى رفض أية شروط مسبقة لاستئناف هذه المفاوضات. وهو ما يدفع إلى التساؤل عن فحوى التقدم الأمريكي إن كان يتم عبر تقديم الفلسطينيين المزيد من التنازلات أو أن الإدارة الأمريكية تكون قد استطاعت إقناع إسرائيل بتلبية حتى ولو جزء من المطالب الفلسطينية وهذا أمر مستبعد إن لم يكن مستحيلا. ودليل ذلك أن الأممالمتحدة التي تعد طرفا في اللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الأوسط طالبت حكومة الاحتلال بتجميد أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدما أدركت بأن الاستيطان يبقى عقبة رئيسية أمام تهيئة الأرضية لإطلاق عملية السلام. ودعا أوسكار فرنانديز تارانكو مساعد الأمين العام للشؤون السياسية إسرائيل إلى احترام قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والذي سينتهي في 26 من سبتمبر المقبل. وجاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الشهرية ليلة أول أمس والتي أكد خلالها تارانكو أنه وبموجب خارطة الطريق فإن إسرائيل ملزمة بتجميد كل الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي وتفكيك كل المستوطنات المبنية منذ مارس.2001 وأشار إلى أن الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لإجراء مباحثات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين اقتربت من نقطة التحول مؤكدا أن النجاح معلق على تواصل الدعم الإقليمي والدولي. وتأتي الدعوة الأممية في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تواصل ودون هوادة في تكثيف حملات الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة حيث أعلنت قبل يومين فقط مصادقتها على إنشاء 242 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة.