ككل سنة و مع حلول عيد الأضحى المبارك تعرف المؤسسات الإستشفائية قدوم العديد من الحالات الإستعجالية الناجمة عن حوادث متعلقة بعملية النحر أو أشخاص غضوا الطرف عن الأمراض المزمنة التي يعانون منها و أفرطوا في تناول أطباق العيد. ففي ثاني يوم من أيام عيد الأضحى واصل مستخدمو مستشفيات العاصمة من أعضاء السلك الطبي مهامهم في أجواء لا توحي أبدا بالمناسبة حيث وقفت واج من خلال جولتها بمصالح بعض المؤسسات الإستشفائية على مشهد "ضحايا" العيد الذين هم في أغلبهم أشخاص أصيبوا بجروح أثناء نحر الأضحية أو آخرين يعانون من أمراض السكري أو الضغط الشرياني أو القلب أو حتى مصابين بالتخمة أبوا إلا أن يستمتعوا بأطباق العيد مهما كان الثمن الذي سيدفعونه نتيجة هذه الرغبة. فبالمستشفى الجامعي مصطفى باشا كانت قاعة الإستعجالات تعج بالمرضى القادمين بحثا عن علاج يخفف من آلامهم و من بينهم حسين الذي جنى على نفسه بتناول المقليات و المشروبات الغازية رغم معاناته من القرحة المعدية "غير أنني ولحسن الحظ وجدت --كما يقول --قسم الإستعجالات مفتوحا بشكل عادي و قد وصفت لي الطبيبة المناوبة الأدوية المناسبة لحالتي". الطبيبة منيرة جودي التي قدمت من سطيف --مقر إقامة عائلتها-- في الصباح الباكر لتقوم بالمناوبة التي تمتد على مدار 24 ساعة كاملة تصف عملها أيام العيد ب''الأمر بالغ الصعوبة و بوجه أخص في عيد الأضحى" غير أن ما يخفف من وطأة فراق الأهل في هذه الأيام ممارسة الواجب المهني المقدس في إنقاذ الحياة البشرية و التخفيف من معاناة المرضى تقول المتحدثة. و بخصوص التوافد على مصلحة الإستعجالات في أيام العيد أوضحت الطبيبة أنه كان أكثر من الأيام العادية الأخرى حيث قامت منذ مباشرة المناوبة بمعاينة نحو 40 مريضا تمثلت أغلب الحالات في آلام المعدة الناجمة عن الخلط في الأطعمة و المزج غير العقلاني بين الحلويات و اللحوم و غيرها بالإضافة إلى بعض الأمراض المزمنة. إلا أنه و على الرغم من الإقبال الكبير للمرضى إلا أن العدد الأكبر تم تسجيله أمس الثلاثاء (أول أيام العيد) حيث قدم العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح أثناء نحرهم الأضحية نتيجة عدم تمرسهم و هي حالات تم توجيهها لمصلحة الجراحة. و نفس الحال بالنسبة للمؤسسة الإستشفائية العمومية الجيلالي بلخنشير "بئر طرارية" أين أحصت مصلحة الإستعجالات منذ الساعة العاشرة صباحا ما لا يقل عن 45 حالة" حسب الطبيب شايب المكلف بالمناوبة رفقة زميلين آخرين. و قد تمثلت أغلب الحالات في إستشارات عادية تتعلق بأمراض اللوزتين أو الزكام أو الربو يضيف المتحدث إضافة إلى حالات أخرى تعاني من التخمة. و يستمر عمل الأطباء المناوبين و أعضاء السلك شبه الطبي طيلة اليوم للتكفل بالمرضى الذين يجدون ملاذهم في أصحاب المآزر البيضاء الذين يوفون بقسمهم المقدس تحت كل الظروف و في كل الأوقات.