شكل الرئيس الإيفوارى المنتهية عهدته لوران غباغبو حكومته الموازية لحكومة خصمه فى الانتخابات الرئاسية التى جرت يوم 28 نوفمبر المنصرم الحسن واتارا ضاربا عرض الحائط النداءات الاقليمية و الدولية التى تدعوه إلى التخلي عن السلطة فيما يسعى مجلس الامن الدولي الى الالتئام مجددا لتبني نص مشترك لمطالبة هذا الاخير باحترام ارادة الشعب الايفواري. وترأس لوران غباغبو الذى أعلن المجلس الدستورى الايفوارى فوزه فى الانتخابات الرئاسية بعدما ألغت النتائج المعلنة من قبل لجنة الانتخابات و التى أكدت فوز واتارا بنسبة تفوق 54 بالمائة أول جلسة لحكومته الجديدة أمس فى القصر الرئاسى بابيدجان تزامنا مع تشكيل حكومة واتارا برئاسة الزعيم السابق للمتمردين (القوات الجديدة) غيوم سورو. وشكل غباغبو حكومة تضم مناصرين له فى مناصب استراتيجية على غرار السيد دجيدجى المستشار النافذ والسفير السابق فى الاممالمتحدة الذى بات وزيرا للخارجية. أما منافسه المنتخب الحسن واتارا فقد عرض عددا من المناصب الحكومية على أعضاء في مجلس وزراء غباغبو السابق في حالة تنحي هذا الأخير عن حكم البلاد حيث ضم وزير مالية غباغبو السابق تشارلز كوفي ديبي الى حكومته فيما تعهد رئيس الوزراء غيوم سورو بخدمة واتارا مؤكدا ان"اذا وافق لوران غباغبو على ترك السلطة بهدوء فسيكون الوزراء المنتمون الى حزبه موضع ترحيب في الحكومة التي نعتزم تشكيلها". وأعلن سورو أنه " عازم على فرض سلطاته من خلال السيطرة على المالية العامة خلال الايام المقبلة". ويجري هذا توازيا مع قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) أمس تجميد عضوية كوت ديفوار. وقال جوناثان غوودلوك رئيس نيجيريا الذي ترأس التجمع خلال القمة الطارئة التي عقدت أمس بأبوجا لبحث تطورات الاوضاع في كوت ديفوار أن" التجمع الذي يضم 15 دولة قد جمد عضوية كوت ديفوار ابتدا من اليوم" (أمس الجمعة). ودعت (ايكواس) لوران غباغبو " التخلي عن السلطة وتسليمها دون تأخير" و "الامتثال" لنتائج الانتخابات الرئاسية التي اعترفت بها الاممالمتحدة و التي فاز فيها منافسه الحسن واتارا. ويحذو المجتمع الدولي حذو /ايكواس/ و في مقدمته الاممالمتحدة التي توفر دعما "كبيرا" للحسن واتارا و تعترف به "رئيسا شرعيا وحيدا" لكوت ديفوار. وفي هذا الإطار، أكد ممثل الاممالمتحدة الخاص فى كوت ديفوار شوى يون جين أمام مجلس الأمن الدولي أن " مرشحا واحدا فاز فى الانتخابات مع تقدم واضح" فى اشارة الى واتار. ومن جانبها قالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن حاليا ان بلادها كررت داخل مجلس الامن القول بان"ارادة شعب كوت ديفوار يجب ان تحترم"مضيفة ان"حقيقة كون الحسن واتارا قد انتخب يجب ان تحترم". وأكدت رايس ان "على الرئيس المنتهية ولايته غباغبو الاعتراف بالنتيجة والانصياع لها" مقرة مع ذلك بان هناك وجهات نظر مختلفة داخل المجلس. وكانت مصادر دبلوماسية أشارت الى أن روسيا عرقلت صدور اعلان للدول ال15 بشأن الوضع فى كوت ديفوار معتبرة أن " المجلس يتخطى صلاحياته باعلانه الحسن واتارا فائزا فى الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار". وتقود الولاياتالمتحدة و فرنسا المعركة الدبلوماسية "المحتدمة" الجارية داخل مجلس الامن الدولي من اجل مغادرة غباغبو السلطة لصالح الحسن واتارا. ووزعت فرنسا على أعضاء مجلس الأمن اول امس مشروع بيان صحفي بشأن الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار الا ان مصادر اعلامية اكدت انه "من المستبعد أن يتوصل أعضاء المجلس الى اتفاق بشأن مسودة البيان الفرنسي بسبب اعتراض المندوب الروسي والصيني على بعض فقرات البيان". وقالت أن المندوبين الروسي والصيني يرفضان اصدار بيان من المجلس يشير إلى مساندة أحد طرفي النزاع في كوت ديفوار. ويذكر أن فرنسا كانت قد أعلنت فى وقت سابق أنه يجرى حاليا البحث عن سبل إجراء انتقال سلمى للسلطة في كوت ديفوار على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز زعيم المعارضة السابق الحسن واتارا. ومن جانبه حذر الرئيس الامريكى باراك اوباما غباغبو رسميا من "عزلة متزايدة"مؤكدا انه "سيتحمل نتائج اعماله" التى وصفها ب"الجائرة"فى حال تمسكه بالسلطة. وأمام تصاعد التوتر فى كوت ديفوار و ازدياد المخاوف من تجدد اعمال العنف بدأت الاممالمتحدة سحب موظفيها غير الاساسيين /460 شخصا/ من اصل اكثر من عشرة الاف جندى وشرطى وموظف مدنى. وأعلن متحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق " نظرا للوضع على الصعيد الامنى وعملا بالاجراءات العادية المتبعة فى الاممالمتحدة سينتقل الموظفون غير الاساسيين موقتا الى غامبيا".