دخلت كوت ديفوار مجددا في أزمة سياسية عقب إلغاء المجلس الدستوري النتيجة التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المستقلة بفوز زعيم المعارضة الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية معلنا فوز خصمه الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو بينما كلف الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكي بالقيام بوساطة "عاجلة" الى كوت ديفوار سعيا إلى احتواء الوضع و"تيسير الاكتمال السريع والسلمي" للعملية الانتخابية في البلاد. وأدى الرئيس لوران غباغبو الرئيس المنتهية عهدته اليوم اليمين الدستورية كرئيس للبلاد مجددا بالرغم من اعلان اللجنة الانتخابية المستقلة عن فوز خصمه واتارا الذي لقي تأييدا واسعا من طرف المجتمع الدولي. وفي خضم هذه التطورات تقدم رئيس وزراء كوت ديفوارغيوم سورو اليوم باستقالته من منصبه معلنا اعترافه بفوز زعيم المعارضة واتارا بكرسي الرئاسة. ويأتي ذلك بعدما أعلن المجلس الدستوري/أعلى سلطة قضائية في كوت ديفوار/فوز غباغبو في الانتخابات ونقض قرار المفوضية المستقلة للانتخابات بإعلان فوز خصمه الحسن واتارا مع إلغاء نتائج التصويت في سبع من المناطق الشمالية المؤيدة لواتارا ل"حدوث تجاوزات بالغة فيها" وفق المجلس الدستوري. وقال متحدث باسم المجلس في هذا الصدد إن "مراجعة النتائج أظهرت وجود عدة مخالفات وأن النتائج المنقحة منحت غباغبو 51 في المئة من الاصوات مقابل 49 في المئة لواتارا". إلا ان واتارا أعلن اليوم بأنه هو" الرئيس المنتخب" و انه يفتخر بنتائج الانتخابات الرئاسية المعلنة من قبل مفوضية الانتخابات المستقلة. وقال أوتارا حسب راديو "أفريقيا 1" ان "الاممالمتحدة قد صادقت على النتائج الإنتخابية المعلنة من قبل مفوضية الانتخابات المستقلة والتي أظهرت حصولي على أكثر من 54% في عملية الإقتراع" مؤكدا بأنه" هو "الرئيس المنتخب". ودعا كافة المؤسسات خاصة القوات المسلحة والشرطة في البلاد بالقيام بمسؤولياتهم من حماية الاشخاص والممتلاكات في عموم البلاد"و ناشد الشعب الإيفواري الى "اللجوء الى الهدوء " كما دعا غباغبو" إحترام إختيار الشعب". و من جهة أخرى، اتهم أوتارا المجلس الدستوري الذي أعلن فوز غباغبو ب"الخيانة" قائلا "هذا ما يعلمه العالم أجمع" معربا عن أسفه إزاء" صورة بلاده في عيون العالم". وتشير الانباء الواردة من كوت ديفوار بأن تحالف المعارضة أعلن عزمه القيام بتقليد منصب الرئاسة لواتارا في غضون ساعات قليلة, وذلك في فندق تؤمنه قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة. وأمام هذه التطورات كلف رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ اليوم رئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكي بالقيام بمهمة "وساطة عاجلة" الى كوت ديفوار سعيا لاحتواء الوضع و المساعدة على "تسهيل الاكتمال السريع والسلمي للعملية الانتخابية". ويواصل رئيس المفوضية اليوم مشاوراته المكثفة مع الأطراف المعنية ومن بينهم رئيس الاتحاد الافريقي رئيس مالاوي بينجو واموتاريكا, والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس" ومع وسيط الازمة رئيس بوركينا فاسو بليزكوماوري، ومع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال بيان لرئيس المفوضية بانه سيطلع مجلس السلم والامن خلال جلسة طارئة تعقد في وقت لاحق اليوم على التطورات الاخيرة في تلك البلاد والجهود والمبادرات التي اتخذها الاتحاد الافريقي. ومن جهته دعا الرئيس النيجيرى جوناثان غوودلووك باسم بلاده بصفته رئيسا لتجمع تعاون دول غرب افريقيا (إيكواس) القيادات والقوى السياسية في كوت ديفوار إلى احترام نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق الحسن لواتارا وتقبل الخاسر فيها وهو رئيس البلاد لوران غباغو للنتائج ب"روح ديمقراطية سيقدرها له العالم". وقال بيان صادر عن رئاسة (إيكواس) أن "التجمع يقبل بنتائج انتخابات كوت ديفوار والتى أعلنتها اللجنة الانتخابية" داعيا أنصار غباغبو الى ضبط النفس والتزام الهدوء والابتعاد عن التحريض على العنف". و على الصعيد الاميدانى شهدت شوارع العاصمة ابيدجان مظاهرات غاضبة في أعقاب قيام المجلس الدستورى في كوت ديفوار بعكس نتيجة الانتخابات لصالح الرئيس لوران غباغبو. وقالت التقارير الاعلامية أن المتظاهرين قاموا باحراق اطارات السيارات ورمي الاحجار وتمزيق اللافتات الاعلانية. وكانت مداهمات بين انصار المترشحين قد أدت الى مقتل ثمانية أشخاص من مؤيدي واتارا عشية الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات. وامتد صدى الازمة السياسية في كوت ديفوار الى ما وراء الحدود حيث اكدت كل من الاممالمتحدة و الولاياتالمتحدة و فرنسا و بلجيكا/الرئيس الحالي للمفوضية الاوروبية/ دعهما لفوز واتارا كرئيسا لكوت ديفوار و دعت منافسه غباغبو إلى الاعتراف بنتيجة الاقتراع واحترامها.