أكد القائمون على الأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية التي جرت طبعتها الثالثة في سطيف أن التظاهرة كانت ناجحة بجميع المقاييس وذلك على هامش اختتامها سهرة أمس الخميس في حفل وقعته الاوركسترا السمفونية الوطنية. و أوضح رئيس لجنة الحفلات بالولاية منير بوخريصة بأن طبعة هذه السنة كانت "مميزة جدا" مقارنة بالطبعات السابقة سواء من حيث نوعية العروض والمشاركين أو من حيث تنويع المشاركة مابين المحلي والوطني والدولي. و أشار ذات المسؤول إلى أن ما ميز هذه الطبعة أكثر هو مشاركة الثنائي الايطالي ميريام وموريتزيو الذي أعطى "نكهة خاصة" للتظاهرة وكذا مشاركة الموسيقار الجزائري محمد روان وفرق أخرى من المعهد العالي للموسيقى وفرقة أتنوسفار القسنطينية الذين اخرجوا التراث العربي الأصيل إلى مستواه الحقيقي. و حسب بوخريصة فأن ما يؤكد نجاح هذه التظاهرة هو الإقبال المتزايد للعائلات من مختلف المناطق وإبدائها إعجابا كبيرا بما تم تقديمه من أطباق متنوعة حيث سمحت باكتشاف هذا النوع من الطرب الأصيل الذي كان حكرا على مناطق محدودة. و كانت السهرة الختامية وكسابقاتها من السهرات الأربع قد عرفت حضورا "قويا" للعائلات الوافدة من مختلف مناطق الوطن والتي اكتظت بها قاعة الحفلات لحديقة التسلية (وسط المدينة) للاستمتاع بما جادت به قريحة وأنامل الفنانين الذين تداولوا على ركح القاعة. و أبدع الثنائي الايطالي ميريام وموريتزيو رفقة تجاوب كبير للحضور بباقات متنوعة من مقاطع عديدة صفق لها الجمهور كثيرا والذي استمالته أحاسيس الألحان العذبة والأنغام الشجية حيث غاص الحضور في أعماق الموسيقى الكلاسيكية وأصالتها. كما صعدت الاوركسترا السمفونية الوطنية إلى المنصة حيث أطربت الحضور المكثف داخل القاعة بعدد من المقاطع الموسيقية الكلاسيكية العالمية وحتى الجزائرية غاص من خلالها الجمهور في قمة الإحساس الفني. و للإشارة فقد شارك في هذه التظاهرة الفنية التي احتضنتها قاعة الحفلات بحديقة التسلية وسط المدينة من 19 إلى غاية 23 من الشهر الجاري حوالي 20 عازفا وفرقة موسيقية من مختلف مناطق الوطن على غرار الجزائر العاصمة وباتنة وقسنطينة والأغواط بالإضافة إلى الثنائي الايطالي ميريام وموريزيو. و اعتبر المنظمون هذه التظاهرة فرصة لإبراز حقيقة الموسيقى الجزائرية المهذبة بطريقة كلاسيكية وخلق فرصة لتلاقي الموسيقيين والاحتكاك فيما بينهم إلى جانب خلق ثقافة الاستماع لدى الجمهور والابتعاد عن حفلات التهريج. كما أكدوا على أنها تعد فرصة لتبادل الخبرات وتعريف الجمهور بمميزات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والتي لا تختلف عن نظيراتها العالمية والتأكيد على فكرة "للموسيقى الكلاسيكية جمهورها خاصة وأنه طغى على الحفلات طابع الراي والسطايفي وتم بذلك إهمال الأنواع الموسيقية الأخرى وحرمان جمهورها من التذوق الفني الراقي.