نظمت لجنة الحفلات لمدينة سطيف نهاية الأسبوع، الأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية، بمشاركة 20 موسيقيا من مختلف الولايات، لتعريف الجمهور السطايفي بمكنونات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية التي لا تختلف عن نظيرتها العالمية. على مدار ثلاثة أيام احتضنت قاعة لجنة الحفلات والمسرح البلدي بعاصمة الولاية هذه التظاهرة الموسيقية، التي شهدت إقبالا واسعا لعشاق الموسيقى الهادئة، وقد جاءت فكرة التظاهرة انطلاقا من السهرة الكلاسيكية المنظمة في شهر أفريل الماضي، أين اتفق المشاركون على ضرورة تنظيم أيام وطنية تجمع الموسيقيين من مختلف ربوع الوطن، وجعلها فرصة لتبادل الخبرات وتعريف الجمهور بمميزات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والتي لا تختلف عن نظيراتها العالمية، وتأكيد فكرة "للموسيقى الكلاسيكية جمهورها"، خاصة وأنه طغى على الحفلات طابع الراي والسطايفي، وتم بذلك إهمال الأنواع الموسيقية الأخرى وحرمان جمهورها من التذوق الفني الراقي، وقد شهدت هذه التظاهرة إقبال واسع للجمهور السطايفي بمختلف شرائحه، الأمر الذي أدهش المشاركين الذي استبعدوا في أول المطاف حضور الجمهور بهذه الأعداد الهائلة، مما جعلهم يبدعون في الأداء. عرفت فعاليات الأيام الكلاسيكية التي احتضنتها ولاية سطيف لأول مرة مشاركة 20 موسيقيا قدموا من خمس ولايات وهي "الجزائر، البويرة، سطيف، قسنطينة وخنشلة"، تطوعوا لإيصال جوهر الموسيقى الجزائرية إلى الجمهور السطايفي بصفة خاصة والجزائري بصفة عامة، وقد طالب هؤلاء من وزارة الثقافة ترسيم التظاهرة، ومنح الفرصة للشباب لإبراز قدراتهم. وعن المبادرة أكد لنا رئيس لجنة الحفلات منير بوخريصة أن الهدف من هذه التظاهرة هو إبراز حقيقة الموسيقى الجزائرية المهذبة بطريقة كلاسيكية، وخلق فرصة لتلاقي الموسيقيين والاحتكاك فيما بينهم، إلى جانب خلق ثقافة الاستماع لدى الجمهور والابتعاد عن حفلات التهريج، وقد تقدم بشكره إلى المشاركين الذين قدموا بصفة تطوعية لإثبات وجودهم وإبراز قدراتهم، حيث قدم المشاركون في حفل الاختتام رفقة الفرقة الموسيقية لسطيف لوحة موسيقية فنية عرجت على مختلف الألوان الموسيقية بداية من الموسيقى الكلاسيكية العالمية مرورا بالطبوع الجزائرية منها "قوم ترى، آيما عزيزن، فارح بالدنيا وزبانا". وقد كانت للموسيقى الجزائرية الكلاسيكية الحصة الأكبر، حيث أبدع الموسيقيون في ترجمة بعض الأغاني التراثية إلى مقاطع موسيقية رائعة على غرار "شهلة لعياني، لاموني اللي غارو مني، قوم ترى" وغيرها، مما سمح للجمهور التعرف على جوهر وروعة الموسيقى الجزائرية المهذبة بطريقة كلاسيكية، حيث أكد لنا الكثير من الحاضرين جهلهم بوجود موسيقى كلاسيكية جزائرية وأنها أول مرة يكتشفون ذلك، في المقابل قدم ثنائي قدم من المعهد الجهوي لتعليم الموسيقى بولاية البويرة مقاطع موسيقية عالمية بآلة "الكمنجة" "لموزار" و"فيفالدي"، فيما أبهر جبران رفقة فرقته الموسيقية "إيتنو سفير" الجمهور بأداء مقاطع لموسيقى "بيبيرو" بآلة "الفلوت". تجدر الإشارة إلى مفاجأة التظاهرة كانت مشاركة أطفال موسيقيين "سيم الهضاب"، الذين قدموا مقاطع موسيقية كلاسيكية في عزف جماعي متناسق أدهش الحضور، وهي رسالة حقيقية بأن لهذا النوع من الموسيقى له جيل جديد يجب التفكير في تطوير مواهبه.