يتخذ معنى النضال في حديثنا وتمثلنا له، طابعاً يغلب عليه الحنين وكأنَّه معنى ارتبط بزمن ولَّى، واليوم هو زمن مضاد لهذه الفكرة من منطلق أنَّ سياقاته انتهت تقريباً، وبانتفاء ذلك انحسر ودبَّ الموت في جسد هذا المعنى.
المشكل أنَّ الذاكرة اليوم تستحضره (...)
تتوغل اللغة في التعبير واقتناص المعاني البعيدة والجديدة كلما ذهبت الإنسانية أكثر فأكثر في البؤس والألم والخيبة. لكأنَّ الألم هو محرك اللغة وسر حيويتها، تماماً كما يفعل الخبز بالتاريخ الاجتماعي للشعوب عندما يجعله يتحرك ويطوي المراحل والعقود (...)
كثيراً ما يرتبط الخطاب حول تغيلير واقع الشعوب وتحقيق التنمية والتقدم، وصولاً إلى الرفاه الاجتماعي، بإثارة الصعوبات المالية وضعف الموارد وغير ذلك من المسائل، التي تستجوب البحث عن حلول من أجل ركوب قطار التنمية، وتغيير واقع النّاس نحو الأفضل، خصوصاً (...)
الحديث عن الإدمان هو حديث قصوي بطبيعته. وتتضاعف هذه القصويّة عندما تكون الفئة المعنية هي الأطفال. وطبعاً لا تفوتنا الإشارة إلى أن أهمية هذه الفئة العمرية التي لا تكمن فقط في كونهم أطفالاً والمفروض على الجميع حمايتهم من منطلق أنهم لا يملكون ما يؤهلهم (...)
في الفضاء العربي الإسلامي حراك حقيقي متفاوت الوتيرة من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي صلب مجتمعاتنا، وذلك من تاريخ فترة الاستقلال إلى حد الساعة والغد. وكما نعلم، فإن التغيير الاجتماعي شامل ويعنى بالأبعاد الاجتماعية كافة ، حيث إن المقصود بالتغيير (...)
من المهم قبل أن تسأل عن ثروات أي بلد الطبيعية وموقعه الجغرافي وديانته وانتمائه العرقي والثقافي الحضاري، هناك سؤال آخر مهم جداً يتصل بالخصائص الديمغرافية للشعب، ومنها يمكن أن تدرك قوته في الحاضر والمستقبل والقوة الكامنة والضعف المخفي فيه.
لقد كان (...)
هناك أشياء تغيرت في وظائف الدولة اليوم في بلداننا، ولكن هذا التغيير لا نقاش حوله ليفهم الشيء الذي أنتج حالة من الضبابية غير مبررة نهائياً وليست في صالح التغييرات ذاتها ولا المعنيين بها.
من المهم أن تشتغل النخب بمختلف قطاعاتها اليوم بشكل واضح وصريح (...)
قبل عقدين تقريباً كانت طريقة الدول في معالجة الفئات التي تعاني من هشاشة، وبخاصة الأطفال وكبار السن، هي الاحتكام إلى الإيواء المؤسساتي وتخصيص الموارد البشرية والاعتمادات اللازمة بذلك. ولكن في واقع اليوم وبحكم التحولات التي عرفتها المجتمعات والعالم (...)
تعد ظاهرة العولمة من أكثر الظواهر التي أسالت الحبر وتراكمت حولها الأطروحات بين ناقد ومنتقد ومبشر بها ورافض لها. ولكن رغم كل الاختلافات في المقاربة فإن الزمن أثبت صحة الحديث عن ظاهرة العولمة ذاتها وأنه بالفعل هناك عولمة بدأت في التمظهر مع انتشار (...)
يقترن تناولُ موضوع اللغة بالثقافة عادةً، وهو اقتران طبيعي باعتبار أن اللغة هي مكونٌ من مكونات الثقافة ومقوم من مقوماتها. بل إن اللغة هي محدد من محددات البناء الرمزي لهوية أي مجتمع.
وتاريخياً الحضارة الأكثر صيتاً واتساعاً وشيوعاً تمتلك أكثر من غيرها (...)
قد تبدو فكرة أن الاقتصاد مجبول على تلبية حاجيات الناس بسيطة وعادية ولا شيء جديداً فيها بالنسبة إلى الكثيرين. ولكن ليس كل ما يبدو بسيطاً هو سهل التحقيق، بدليل أن غالبية اقتصادات العالم تعاني من مشاكل، ومن حاجات غير مستجابة.
من ناحية أخرى تتأتى (...)
الحقيقة التي باتت ثابتة للبلدان القوية في العالم اليوم هي أنه لا يمكن للبلدان المتقدمة أن تنعم بإنجازاتها والحال أن بقية العالم تعاني الفقر والأمية وسوء التغذية وعدم تكافؤ الفرص.
طبعاً لم تكن هذه الحقيقة واضحة ولا مدركة وإنما تم الوقوف على مظاهرها (...)
يبدو لي أن تقويم أي حدث أو حراك يختلف بالضرورة من بلد إلى آخر، وذلك باعتبار أن لكل بلد خصائص تشمله دون سواه، وهي التي تقودنا إلى تحديد وجهة التقويم وضبط معجم التوصيف الأكثر دقة.
سؤالنا: كيف يمكن أن نقارب الانتخابات التشريعية الجزائرية التي أُجريت (...)
لا يختلف اثنان في قيمة التعليم ودوره الحيوي في بناء الإنسان وفي تحصين مستقبل الأوطان من خلال تهيئة الأجيال للذود عنه بالمعرفة والعلم. وعادة ما يرتبط الحديث الرسمي حول التحصيل الدراسي بقياس نسبة التمدرس والأمية في العالم، ومعاينة هذه النسب في ضوء (...)
نتحدث كثيراً عن مسألة المشاركة السياسيَّة للمرأة العربية في مواقع القرار، ونصيبها من الحقائب الوزاريّة والبعثات الدبلوماسية ونحرص في الوقت نفسه على تحقيق تراكم في التشريعات التقدمية الضامنة لمواطنة المرأة في بلداننا… ولكن قلَّما نُخصّص جزءاً من هذه (...)
ماذا لو طرحنا السؤالين التاليين: كيف هي صحة المجتمعات العربية نفسياً؟
وهل أنّ صحتنا النفسية تمثل عاملاً مساعداً للنهوض سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ومحاولة افتكاك موقع يليق بتاريخ الحضارة العربية والإسلاميّة؟
دائماً ما نركز على المادي في طرح (...)
هناك جدل يدور اليوم حول أطروحتين متباينتين بخصوص مسألة ضرورة العودة للحجْر الصحي الشامل على أثر الموجة الثانية القوية لفيروس «كورونا».
ولمّا كان الموضوع يتصل ب«كورونا» بما يعنيه من خوف ومرض وموت فإن هذا الجدل يسوده التوتر وتبادل الاتهامات، والحال أن (...)
الانفجار المُروع الذي أحرق بيروت لم يكن في بيروت فحسب؛ بل في جل العالم العربي، حتى لو بدا في الظاهر عكس ذلك. فالحريق في معناه الرمزي لا يخلو من معاناة، إذ الاشتعال ذروة الانفعال والألم.
مشهد بيروت وهي تشتعل، ويُغطيها بكل قسوة الدخان، وارتفاع عدد (...)
اخترنا وصف ما يتداول حالياً من إعادة بعث الدولة الوطنية، إذا جاز لنا ذلك، بالأنموذج الثاني منها، وذلك نسخاً على ما تُعرف به الجمهوريات من أولى وثانية وثالثة باعتبار أن هذا التمييز «الرياضياتي» لا يخلو من معانٍ، إضافة إلى ما يشير إليه من فصل قائم على (...)
إن الأخبار التي بدأت تتواتر حول ليبيا وما تحاول القيام به تركيا من تحركات أكدتها مصادقة البرلمان التركي على قرار التحرك العسكري في ليبيا، توضح الصورة بشكل كامل. فتركيا في الأسابيع الأخيرة تتحرك بخطى حثيثة في الملف الليبي مما استنفر أيضاً المتضررين (...)
إنَّ التوتر الحاصل بين الحضارات اليوم وتحديداً بين الحضارتين الغربية والإسلاميّة وبشكل أدق بين الأوروبية والعربية الإسلامية، فسرته قراءات متزنة بأثر الحروب الصليبية التي فعلت فعلها عميقاً، حيث إن الخسائر الدموية من الجهتين التي آلت إليها تلك الحروب (...)
الشرق الأوسط
بعد أن انشغلت أوروبا بعض الشيء بالهجمات الإرهابيّة، التي شملت فرنسا وبلجيكا في الأسابيع الأخيرة، ها هي بدأت تثير مسألة التدخل العسكري من جديد لتهيمن على جانب من المحادثات بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
وفي الحقيقة هناك تغييرات (...)
تعيش حاليًا دول الخليج بالتحديد قلقًا جديًا وأسئلة عدّة حول رسائل الدعوة إلى الحوار والطمأنة الصريحة المعلنة من إيران، وأيضًا قبول دول غربية - على رأسها الولايات المتحدة - بدعم محدود ومحدّد لطموحاتها النووية.
في الحقيقة رغم مشروعية القلق الجاد، فإنه (...)
إن توصيف ليبيا بالمعضلة الكبرى لتونس، جاء على لسان رئيس الحكومة التونسية السيّد الحبيب الصيد في النّدوة الصحافية، التي أعقبت مجزرة مدينة سوسة السياحية التي أسفرت عن مقتل 38 شخصًا. بمعنى آخر، نشير إلى أنه تم إقرار مثل هذا التوصيف في سياق عملية (...)
لا حديث في تونس منذ إعلان رئاسة الجمهورية مؤخرًا عن قيام حالة الطوارئ إلا عن هذا الموضوع، والأسباب الحقيقية غير المصرح بها المختبئة وراء الاستنجاد به في لحظة صعبة، تمر بها تونس أول بلدان الثورات العربية. وهو حديث هيمنت عليه سهام التشكيك وأصابع (...)