عزف القمرُ لحنَ الريح ..
وضع نجمةً أو نجمتين..
عقد ربطةَ عنقِه..
و راحَ يغوصُ..
في الطريقِ المرصوفِ..
بين الياسمينِ والزنبق ..
التأمَ مع كلِّ الموجودات..
و ردّدَ مقطوعةَ العنفوان..
تبتّلَ في أهدابِ قرنفلةٍ..
عانقَ صفصافةً عند ضفّةِ النهر..
خاطَ (...)
الشاعر الذي يموت سيسقط بعده الجدار الذي تنام فوقه عريشة الياسمين
ويذبل الميسلون وينتحب الجُدجُد
سيصب البحر في النهر
وستلد الدالية زبيباً ولا تدرك النبيذ
وتستفيق الصبيةُ من حلُم الحب
الشاعر طافحٌ بما يفيض من الحبِّ عن حاجة الحياة
لا تحتملُه طويلاً (...)
سمعتُ أنّ شاعراً بالقرب قد جثم في فوّهة الموت ..
لا أعرفه
لكن الصرير الذي صكّ أطرافي
كان مُنذراً بالفراغ من حولي
ربما لأن مجسّات الموت تلوح في مخيلتي في كل اتجاهٍ لا ترحم
تعبئ بالمجان أطفالاً ومراهقين وجميلاتٍ
وفقراء وباعة عرباتِ وكهولاً (...)