سمعتُ أنّ شاعراً بالقرب قد جثم في فوّهة الموت .. لا أعرفه لكن الصرير الذي صكّ أطرافي كان مُنذراً بالفراغ من حولي ربما لأن مجسّات الموت تلوح في مخيلتي في كل اتجاهٍ لا ترحم تعبئ بالمجان أطفالاً ومراهقين وجميلاتٍ وفقراء وباعة عرباتِ وكهولاً وعشاقاً ومثليين وتفرغهم في مقالب الجماجم والشواهد والهياكل العظمية وتقصقص من رايات الاستسلام أكفاناً ونعوشاً رديئة شاعرٌ يموت يعني أن تعوّج ناصيةُ الطريق أكثر يعني أن تندلق ترّهاتٌ من بطن اللامبالاة وتتكوّم في الشارع الخلفي مزيدٌ من الحفر والنفايات وتنثني أشجار الصنوبر والسنديان ويزيد الجلاد المقاصل في أهبةِ المجزرة ..