على ما تحتله الحركات الإسلامية من حيز اشتغال ومتابعة وتأريخ وتنظير تأتي فصائلها في الجزائر ضمن “اللاّ مكتوب عنه" و«اللاّ مبحوث فيه" ورابط ذلك قلة التوثيق وندرة النصوص ومعصومية التجربة والتضليل في الشهادات، الاستعمالية والفجاجة الإعلامية والمنطوق (...)
هل يمكن مساءلة السكان عن أدوارهم وفعالياتهم في خضم هذا الغياب الساحق للسياسة، للمؤسسة السياسية متنا وهامشا، ساحة ومعتركا، وظائفا وآداءات، إن الشكلنة التي صارت تتخذها الحزبويات الطفيلية ملاذها الأخير كيما تؤكد فقط حضورها المنافعي البعيد في أغراضه، (...)
بتاريخ 22 أكتوبر من عام 1956.. وقعت تلك الحادثة العظيمة، حادثة الاختطاف للسادة أحمد بن بلة، محمد بوضياف، محمد خيضر، ورابح بيطاط..
لكن إيماءة السيد حسين آيت أحمد - خامسهم - ظلت في المخيال تداعب الحالم والثائر، المناضل العاشق، وأي غاو للاستقلال (...)
تصوروا أن المكتبات تغادر شوارعنا وبولفاراتها ثم هي لا تعود، قتامة وأحزان ونحيب في الداخل أبدي، دائم هو في الدواخل نحيب وشجن ونيران لواعج من مكتبة تغلق، أخواتها فتغلق، حتى في أشكال الدكاكين والبوتيكات الصغيرة تغادر عش الكلام وهوى الشعر كيما هي تتحوّل (...)
كمسقط رأس وكأصل، كنسب وأهل، كطفولة ومرتع، تتحدث زهور ونيسي عن قسنطينة، مدينة العطر والتاريخ، سيرة التكون والتكوين، السيرة الحلمية التي تسري في خدر ومهل، سيرة زهور ونيسي، الاسم والرسم وهو جاث على صدر التحنان والأنس، لهذا الاشتقاق الشغوف المحلوم صدفة (...)
أية وشيجة وصلة قربى هذه عندما يذكر سعدي يوسف فيذكر معه الأولون من العراق، من بغداد والبصرة والكوفة والموصل ومن أصفهان ومشهد وشيراز، سعدي يوسف شاعرا ناثرا هو سعدي الشيرازي، وبلند الحيدري، كمولانا جلال الدين وعبد الوهاب البياتي، بل هو كالسياب وممدوح (...)
حفلت السيرة القطبية بالتمجيد والمأثرة والملحمية، إنها الأثر بعد عين، النص بعد الرصاص، الطلائعية الإسلامية وأجيالها المتواكبة بعد الهزائم كلها، أهمها الهزيمة الناصرية أمام اسرائيل.. شائكة هي سيرته وشائكة هي تحولاته وشائك هو فكره ونصّه.. فمن حيث (...)
إذا كان للدراسات القرآنية المعاصرة من ميزة وخصوصية فهي لا تكون إلا في المراكمة والزخم والمتابعة المتعاظمة قياسا إلى حقول معرفية أخرى ولاعتبارات عدة منها متانة النص القرآني ونظمه، بلاغته وإعجازه، ثوابته ومتغيراته في السياقات التاريخية والثقافية (...)
ظل صاحبي يناوشني وهو يضحك، يتسلى، يلهو بعنوان كتاب وما أدركت لهوه ولا وعيته، تسكع داخل جرح، ت س ك ع داخل جرح، سحر دمشقي استمر يمتد في بياضنا واسودادنا، مع غادة السمان تسامرنا وتشاجرنا، تبادلنا المكاتيب والياسمينات والفل والزعفران، معها أحببنا الكلام (...)
اليوم متثائب، كسول، أخذ في الامتداد، العطش والغلاء، السهر والفراغ والموسيقى الناشفة، نعمة الشوربة ونقمة يوم غد، قطعان وقطيع يتناسلون من كل الأمكنة، همومهم المرعى والمرق والخبز والشحوم، وغيرهم يستنجد الوصال باللذائذ وحمر النعم وملء البطن والإشباع، إن (...)
من أجل أرشفة خلاّقة مبدعة للكينونة ومن أجل تأثيث ذاكرتي متجدد يتوثب نحو المعنى والوجود والقيمة يقوم أربعتهم من زملاء القناة الثانية الناطقة باللغة الفرنسية، أربعتهم وخامسهم الضحك، الانشراح، البسط والانبساط بتقديم منتظم لحصة طريفة جدا، موغلة في المرح (...)
دأب اليسار على صنع الثقافة، وكان يسحر بعوالمه ويقدر على الاستقطابات، ويأتي إليه رفاق يشايعونه فيحرك فيهم نشوة الثورة ورغبات الأديولوجيا، هذا دأبه، سعيه ومسعاه تأثيره في النفوس، تاريخيته التي انحفرت في الوعي، نظرياته المغموسة في الطهرانية وفي الدم، (...)
ما عادت الرحلة الوهرانية تلقي بظلالها وبغمامها، لا فجر ولا سحاب ولا هواء طائش يطيش بك في ساحات المدينة وباحاتها، انثكلت المدينة، تيتمت وأكلها الفسخ، انوعرت وفحشت، هانت وابتأست وانفحشت المدينة، صيروها ورشه رماد حقيقي، مالكوها ومسؤوليها ومتدبري (...)
سار على دربه فوصل، الدرب قاحل، الدرب موحل، الدرب مغبر مقفر لا تنيره إلا الكلمات والكلمات عند أنيس منصور هي الفوانيس والضوء من بعد عتم وعتمة، من بعد جهل وجهلوت، والنهضة من بعد يباس قومجي ويوطوبيات ناصرية بين جوانحها الإكراه والدم واللاحرية، ورقة (...)
'' أبصرت النور في الثاني من شهر ماي من عام ,1933 إنه عام حريق الريشتاغ واعتلاء هتلر سدة الحكم في ألمانيا، ولدت في رين من عائلة تقليدية بورجوازية كاثوليكية مفعمة بالقيم السائدة في أوساط البروتان''، استمر ايرفي بورج يسرد سيرته بلا توطئة ولا ممهدات وهو (...)
حلت الغمة ووقع الدم، انسفح على كل الجنبات، ساح من كل الآبار فائضا مدرارا هو الدم الأكتوبري، لم يكن وشوشة الصبيان ولا انتفاضة شوية أولاد عيال ولا مؤامرة الخارج ضد الداخل، من الداخل ضد الوطنيين الصفويين، من الخارج ضد الممانعين، الشاطرين، الحامين حمى (...)