عالجت، محكمة الجنايات بالعاصمة، أول أمس، القضية المعروفة ب: ''ملف اختطاف السياح الألمان عام 2005 '' حيث أدانت المتهمان (ن·عطية) و(ق·عبد المجيد) بالسجن المؤبد· وجاء الحكم بعدما التمس ممثل الحق العام في حقهما الإعدام لتورطهما في جناية الإنتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج وداخل الوطنواختطاف رعايا أجانب والمتاجرة في الأسلحة والذخيرة، ونشر التقتيل، وقتل المواطنين، فيما أصدرت حكما بإدانة كل من ''ب· بن عاليا''و ''ب· عبد الباسط'' بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، بعدما طالب النائب العام بعقوبة السجن المؤبد في حقهما لتورطهما في الانخراط في جماعة إرهابية بالداخل والخارج مع اختطاف رعايا أجانب واستيراد وتصدير الأسلحة· حسب ما جاء في جلسة المحاكمة يوم الخميس الماضي، فإن المتهمين الأربعة الذين ينتمون إلى الجماعات المسلحة التي كانت تنشط تحت إمرة عبد الرزاق البارا بالصحراء الجزائرية والمالية ألقي عليهم القبض بالتشاد، وتم تسليمهم للسلطات الجزائرية عندما كانوا بصدد شراء الأسلحة المتمثلة في قنابل مضادة للطائرات وغيرها من أسلحة كلاشنيكوف والذخائر الحربية· وجاء هذا بعد ما تم خطف الرهائن البالغ عددهم 15 سائحا، 13 منهم من جنسية ألمانية وثلاثة من بلجيكا وهولندا من قبل عبد الرزاق البارا وجماعته بالصحراء الجزائرية، ومكثوا بمغارة مدة شهر إلى غاية إطلاق سراحهم مقابل فدية تقدر ب 5 ملايين أورو· وخلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم ( ن· عطية) أنه اضطر لصعود الجبل بعد حل حزب جبهة الإنقاذ في 1994 ، في حين نفى كل التصريحات السابقة التي جاءت في التحقيق المتعلقة بمشاركته في عملية اقتحام سجن تازولت سنة 1994 عندما كان ينشط بجبال باتنة لصالح نبيل صحراوي، وذلك بمساعدة حارسي السجن، وكانوا حوالي 200 إرهابي وهذه العملية سهلت هروب 1400 سجين قاموا بعد ذلك بتجنيدهم لصالح الجماعات المسلحة·كما اعترف أنه بعد صدور بيان الأمير الوطني عنتر زوابري بتكفير المواطنين، شارك في نصب حواجز مزيفة لعناصر الدرك والمواطنين بباتنة، وبعد معارضة حسان حطاب لعنتر زوابري انتقل هذا الأخير لجماعة عبد الرزاق البارا وسافر معه للصحراء وتولى بذلك حراسة السياح المختطفين وجلب المؤونة لهم، وبعد محاصرتكم من قبل الجيش فروا إلى النيجر ثم تشاد، حيث ألقي عليهم القبض، وخلال الجلسة أكد المتهم أنه لم يدل بهذه التصريحات، وأنه لم يشارك في أي عملية، أما جماعة عبد الرزاق البارا فقد التقى بهم في الصحراء بالقرب من بئر يتردد عليه المسافرون· أما عن المتهم الثاني (ق· عبد المجيد) من باتنة، فقد أنكر هو الآخر الاعترافات التي جاءت في محاضر التحقيق المتعلقة بطريقة انتمائه لجماعة نبيل صحراوي، وانتقاله إلى الصحراء رفقة جماعة البارا الذين كلفوه بحراسة السياح المختطفين بمغارة بجبال الطاسيلي ليفروا بعد ذلك إلى تشاد ليلقى عليه القبض في حين صرح أنه انتقل إلى الجبل بسبب البحث عنه من قبل عناصر الأمن بعد خروجه من السجن سنة .1993 أما عن المتهم (ب· بن عاليا) من الجلفة، فقد صرح أنه انضم إلى الجماعة الإرهابية سنة ،1999 نافيا كل ما جاء في محاضر التحقيق المتعلقة بسفره رفقة جماعة البارا، وشارك في كمين استهدف مجموعة من الدفاع الذاتي بالجلفة، كما كان حاضرا في عملية اختطاف السياح الأجانب، ونفس الأمر بالنسبة للمتهم الرابع (ب· عبد الباسط) وهو من ولاية تبسة الذي اعترف أنه التحق في البداية بالجماعات المسلحة بتبسة، ولما عرف أهدافهم وأفكارهم انتقل للصحراء، لكنه لم يقم بأي عملية ضد النظام الجزائري إلى أن تم تسليمه من قبل السلطات التشادية لليبيا ثم الجزائر، فيما أنكر ذهابه إلى الصحراء بقيادة البارا ومشاركته في عملية اختطاف السياح وحراستهم وحضوره عملية التفاوض لإطلاق سراحهم مقابل فدية·