عبد الرزاق البارا اسم "البارا" ألغي من الملف والمتهم الرئيسي شارك في الهروب الكبير من سجن تازولت بعد أكثر من ثلاث سنوات وتأجيل القضية لمرات عدة بسبب إصرار الدفاع على إحضار عبد الرزاق البارا أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال بمنطقة الصحراء واستثنائه في ظروف غامضة من المحاكمة الغيابية العام الفارط، فصلت محكمة الجنايات بالعاصمة أمس الأول في القضية المعروفة ب"ملف اختطاف السياح الألمان"، وهذا بإدانة المتهمان (ن،عطية) و(ق،عبد المجيد) بعقوبة السجن المؤبد بعدما التمس في حقهما ممثل الحق العام عقوبة الإعدام لتورطهما في جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج وداخل الوطن واختطاف الرعايا الأجانب مع المتاجرة في الأسلحة والذخيرة، ونشر التقتيل وقتل المواطنين، فيما أدانت ذات المحكمة كل من (ب، بن عاليا) و(ب، عبد الباسط) بعقوبة 20 سنة سجنا نافذة، هذا بعدما طالب النائب العام بعقوبة السجن المؤبد في حقهما لتورطهما في الانخراط في جماعة إرهابية بالداخل والخارج مع اختطاف رعايا أجانب واستيراد وتصدير الأسلحة. * المحاكمة التي جرت بمجلس قضاء العاصمة يوم الخميس الفارط جاءت بعد ست سنوات من إلقاء القبض على عناصر الجماعات المسلحة التي كانت تنشط تحت إمرة عبد الرزاق البارا- الذي ذكر من بداية الملف إلى نهايته وكان المحرك الرئيسي لعملية الاختطاف دون أن يحاكم غيابيا- بالصحراء الجزائرية والمالية، وهذا بمدينة التشاد ليتم تسليمهم للسلطات الجزائرية، حيث كانوا بصدد شراء الأسلحة المتمثلة في صواريخ مضادة للطائرات وغيرها من أسلحة كلاشينكوف والذخائر الحربية. وجاء هذا بعد ارتكاب الجماعة لأكبر عملية هزت الرأي العام الدولي والداخلي سنة 2003 والمتمثلة في خطف السياح الأجانب البالغ عددهم 15 سائحا 13- منهم من جنسية ألمانية وثلاثة من بلجيكا وهولوندا -من قبل عبد الرزاق البارا وجماعته بالصحراء الجزائرية ومكثوا بمغارة مدة شهر إلى غاية إطلاق سراحهم مقابل فدية تقدر ب5 ملايين أورو. * * الساعة كانت تشير إلى 11 صباحا عندما استجوب القاضي المتهم الأول (ن،عطية) قائلا :أنت سمعت الوقائع المنسوبة إليك ماذا تقول؟ * - اضطررت لصعود الجبل بعد حل حزب جبهة الإنقاذ، وهذا في 1994 ولكن لم أقم بأي أعمال إرهابية. * * القاضي: أنت صرحت بأنك عملت لصالح نبيل صحراوي بجبال باتنة، وشاركت في عملية اقتحام سجن تازولت في 1994، بمساعدة حارسي السجن وكنتم حوالي 200 إرهابي، وهذه العملية سهّلت هروب 1400 سجين قمتم بتجنيدهم لصالح الجماعات المسلحة، وبعد صدور بيان الأمير الوطني عنتر زوابري بتكفير المواطنين شاركت في نصب حواجز مزيفة لعناصر الدرك والمواطنين بمنطقة باتنة، وبعد معارضة حسان حطاب له انتقلت لجماعة البارا بالصحراء وكلفت بحراسة السياح المختطفين وجلب المؤونة لهم وبعد محاصرتكم من قبل الجيش هربتم للنيجر ثم التشاد أين ألقي عليك القبض؟ * - هذا ليس كلامي أنا لم أشارك في أي عملية أما جماعة عبد الرزاق البارا فقد التقيتهم في الصحراء بالقرب من بئر يتردد عليه المسافرين. * ورغم مواجهة القاضي للمتهم باعترافاته عند قاضي التحقيق وماقام به من أعمال، إلا أنه استمر في النفي وحتى النائب العام حاول أن يسأله عن سنوات التحاقه بالإرهاب وتصريحاته المتسلسلة حول ماقام به رفقة جماعته وشراء الصواريخ من مالي. * * يسأل القاضي المتهم الثاني (ق،عبد المجيد) من باتنة، قائلا له: "أنت متابع بالانتماء إلى جماعة إرهابية وصرحت بالتفصيل عن طريقة انتمائك لجماعة نبيل صحراوي وبعدها انتقلت للصحراء رفقة جماعة البارا، وكلفت بحراسة السياح المختطفين بمغارة بجبال الطاسيلي ثم هربتم للتشاد وألقي عليك القبض من قبل جيش المعارضة؟ماذا تقول؟. * - أنا أنكر هذه التهمة جملة وتفصيلا وصعودي للجبل كان بسبب البحث عني من قبل عناصر الأمن بعد خروجي من المعتقل سنة 1993 . * يستجوب القاضي المتهم الثالث (ب، بن عاليا) من الجلفة: أنت صرحت بأنك كنت عسكريا وبعدها عملت لصالح كتيبة الفرقان بجبل بوكحيل ثم سافرت للصحراء رفقة مجموعة عبد الرزاق البارا، شاركت في كمين استهدف مجموعة من الدفاع الذاتي بالجلفة، وكنت حاضرا في عملية اختطاف السياح الأجانب وألقي عليك القبض بالتشاد؟ * * - أنا انضممت للجماعة سنة 1999 لكني لم أقم بأي عملية تقتيل. * ينتقل القاضي لاستجواب المتهم الرابع (ب، عبد الباسط) وهو من ولاية تبسة: أنت صرّحت أنك التحقت بالجماعات الإرهابية سنة 2002 بقيادة البارا وذهبت معه للصحراء وشاركت في عملية اختطاف السياح، وكلفت بحراستهم وحضرت عملية التفاوض لإطلاق سراحهم مقابل فدية؟ * - نعم التحقت بالإرهاب بتبسة ولما عرفت أهدافهم وأفكارهم انتقلت للصحراء ولم أقم بأي عملية ضد النظام الجزائري.