كشفت لنا الزيارة الميدانية والاستطلاعية إلى المتحف الوطني الباردو، عن وضعية هذا الأخير خلال عملية الترميمات التي انطلقت سنة 2006 وتتواصل إلى غاية السنة المقبلة·· حيث أعادت ''لوسي'' الحياة للمتحف بعدد قياسي من الزوار ولم تبق فيه حاليا إلا ''تينهينان'' التي أصبحت قبلة الجمهور المحدود بعد غلق كل فضاءات المتحف، في حين تبقى الثقافة المتحفية ضحية الواقع السياحي في الجزائر وكذا إهمال الأسرة والمدرسة· ''لوسي'' تعيد الحياة للباردو وتستقبل أكثر من 5 آلاف زائر خلال ثلاثة أسابيع أكدت لنا مديرة متحف الباردو بأن هذا الأخير قد شهد إقبالا جماهيريا قياسيا خلال الأسابيع الثلاثة، التي تواجدت فيها ''لوسي'' أم البشرية في فضاءاته، حيث وصل عدد الزوار خلال تلك الفترة القصيرة إلى 5 آلاف شخص أرادوا التعرّف على أقدم حفرية لنشوء الإنسان، اُكتشفت عام 1974 في متاهة من الأودية الضيقة في عفار بأثيوبيا، من طرف دونالد جونسون وموريس تاييب وتوم جاري· ''لوسي'' التي يعتبرها العلميون أصل البشرية، والتي كان اكتشافها هاما جدا بالنسبة لدراسة الرجل البدائي، لأن الأمر يتعلق بأول حفرية كاملة نسبيا تكتشف لعصر قديم كهذا، والتي صنفت على أنها أحد أجناس أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس وقدر طولها ب 1,1 متر ووزنها ب 29 كيلوغراما جلبت الجمهور العريض منذ 7 جويلية خلال استضافة متحف الباردو لها، في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي، في رحلتها الثانية ف ''لوسي'' المعروضة بمتحف أديس أبابا بإثيوبيا، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 2.3 مليون سنة لم تغادر هذا البلد سوى مرة واحدة إلى الولاياتالمتحدة لتستضيفها الجزائر بعد ذلك ضمن فعاليات عرس الأفارقة القاري الثاني خلال السنة الفارطة في معرض ''إفريقيا أرض الأصول''· وقد عرضت ''لوسي'' وما تبقى من هيكلها الذي يظهر في عظام الذراع الأيمن والأيسر وعظام الساعدين وبعض عظام اليد اليسرى وبعض فقرات الأصابع والترقوة اليمنى، عظام الأطراف السفلى تتكوّن من عظام العجز وعظمة الحوض اليسرى والفخذ اليسرى والساق اليمنى، بالإضافة إلى أحد عظام مفصل القدم اليمنى، والجمجمة غير المكتملة وبعض الأضلاع والفقرات· لكن ما يشهده متحف الباردو حاليا هو ذلك الحضور المحتشم جدا على المتحف بعد عودة ''لوسي'' إلى بلدها، خصوصا وأن المتحف يشهد منذ سنة 2006 عمليات ترميم شاملة من أجل صيانة التحف والبناءات المتضررة بفعل العوامل الجوية، وهي عمليات مست مختلف فضاءات المتحف التي تتمثل فيما يقارب 30 فضاء مختلفا· ''تينهينان'' ملكة التوارق مدللة المتحف الوطني ''الباردو'' بعد إغلاق أكثر من 31 فضاء في المتحف الوطني الباردو ما عدا الفضاء الخاص بملكة التوارق تينهينان، أصبحت هذه الأخيرة مدللة المتحف وقبلة الزوار الوحيدة التي يسمح بزيارتها من حين إلى آخر بسبب أشغال الترميمات التي مست المتحف منذ سنة .2006 وأنت تدخل إلى الفضاء المخصص للملكة ''تينهينان''، ينتابك شعور غريب يجمع بين الرعب من دخول ما يشبه برزخ يستلقي فيه الهيكل العظمي للملكة الأمازيغية العظيمة التي خلدت إلى الراحة منذ قرون وهي محاطة ببعض أشيائها التي وجدت معها سنة 1925 عند اكتشاف ضريحها، وشعور آخر بالاعتزاز والفخر برؤية ما بقي من ملكة التوارق الأمازيغية الجزائرية التي قهرت بحكمتها كل الصعاب· ''تينهينان'' التي عُرفت حسب الأساطير والآثار أنها كانت تدافع عن أرضها وشعبها ضد الغزاة من قبائل النيجر وموريتانيا والتشاد، وبحكمتها ودهائها وإمكانياتها الخارقة التي نصبتها ملكة، فبعد أن قدمت من منطقة تافيلالت'' الواقعة بالجنوب الشرقي للمغرب الأقصى ممتطية ناقتها البيضاء وبرفقة خادمتها وعدد من العبيد، لتستقر بقافلتها الصغيرة في منطقة الأهقار بعد رحلة شاقة مليئة بالمتاعب والمخاطر التي تميز المناطق الصحراوية، لتعيش مع سكان المنطقة الذين كانوا معروفين بخشونة طباعهم وخصوصية لباسهم المتشكل من جلود الحيوانات وعبادتهم للطبيعة وحديثهم باللغة التي تجسد بحروف ''تيفيناغ'' التي مازال التوارق يستعملونها لحد الآن· حكمت تينهينان قبائل التوارق في القرن الخامس ميلادي، وأدخلت تقاليد جديدة على تقاليد المنطقة ومجتمعها الذي علمته أن يعمل بجد ليخزّن مؤونته لأوقات الشدة والاستعداد الدائم لقهر الغزاة القادمين من الشرق، وقد استغلت جمالها لتسيطر به سياسيا على منطقة مزدهرة وقتها، وحكمت عددا كبيرا من القبائل التي تنحدر منها جميع قبائل التوارق حاليا في بلدان الصحراء الكبرى، وقد انتقلت شجاعتها ونبلها عن طريق النساء في المجتمع التوارقي، وحتى الأطفال في العائلات النبيلة ينسبون لأمهاتهم بدلا من آبائهم· وكشف الهيكل العظمي للملكة تينهينان عن العديد من الأسرار، من بينها إمكانية كونها عرجاء، لتؤكد بذلك ما ورد في كتب ابن خلدون عن تاريخ البربر الذي يشير إلى وجود امرأة عرجاء هي سلف لكل الرجال الملثمين، وقد أثبتت الدراسات أن ابن الملكة ''هقار'' الذي أطلق اسمه على المنطقة كان أول من غطى وجهه فتبعه قومه· يضم المتحف مجسما عن الهيكل العظمي لتينهينان وصورة عنه داخل صندوق زجاجي، مغطى ببعض المجسمات التي نقلت أشكالها عن الأحجار الحقيقية التي غطت قبرها، وهي محاطة بالبعض من حليها الذهبية والفضية ولباسها الجلدي وبقايا أسلحة صغيرة، وذلك بعد أن نقلت من ضريح منطقة ''أبالسا'' الذي وجدته البعثة الأمريكية والفرنسية المشتركة التي كانت أول من اكتشفت موقع دفن المرأة الأسطورة· فضاءات مغلقة وأشغال الترميم على قدم وساق والحديقة وجهة الزوار ما يشد نظر من يلج المتحف الوطني الباردو خلال الوهلة الأولى من الدخول من البوابة الرئيسية، هي تلك الأشغال الترميمية التي انتشرت في الساحة الرئيسية للمتحف والعدد الكبير من العمال الذين يشكلون خلية نحل موزعة على مختلف مناطق المتحف، فبعد الانتهاء من ترميم المنطقة العلوية من المتحف التي تضم فضاءات العروض الخاصة بالتقاليد العاصمية والتي تلقى الإقبال الكبير والمهم من طرف الزوار العاديين، حسب ما أكدته مديرة المتحف عزوق فاطمة، لسهولة فهم ما ميز العاصمة من تقاليد وعادات ولباس عبر مختلف الفتراتئالتاريخية، وذلك من خلال المجسمات والتماثيل التي تجسدها، على عكس بعض التحف التي تستدعي دراية خاصة بالتاريخ وعلم الآثار· وفيما تتردد ثلة من تلاميذ المدارس على المتحف، خلال عطلة الأسبوع أحيانا وخلال أيام العطل الدراسية أحيانا أخرى، لا يجد زائر المتحف إلا فضاءً واحدا فقط للزيارة وهو الفضاء الخاص بالملكة ''تينهينان''، بينما تجد بعض العائلات الزائرة للمتحف متنفسا وحيدا، يبعدها عن جمود ورثة التحف والآثار بألوانها الميتة التي تعود إلى حقب زمنية غابرة، والهروب من ضجيج الأشغال والترميمات التي تعكر صفو الجو الهادئ، لتصنع وجه المتحف في الفترة الحالية، ومن خلال اندماج المواطن مع خضرة الأشجار والألوان الحية التي تصنعها زرقة السماء وصفائها والنسيم العليل الذي يميز أعالي العاصمة وزقزقة بعض العصافير التي تعودت على ضربات المطرقة التي تمس أحجار وأركان المتحف منذ بدء الترميمات في ,2006 ليستمتع الزائر ببعض من مشاهد الحاضر التي تصنعها الطبيعة الخلابة التي تزين ساحة حديقة ''الباردو''، خصوصا عندما يكون الجو صحوا ومشمسا· دعم الدولة للتراث مؤخرا لم يشفع للثقافة المتحفية لدى الجزائريين أولت الدولة الجزائرية بما فيها الجهات المشرفة على حماية التراث على غرار وزارة الثقافة، اهتماما كبيرا بالتراث التاريخي والثقافي المادي منه واللامادي في الجزائر، حيث أصبحت تخصص ميزانيات ضخمة من أجل تحقيق هذا الهدف· وقد عممت، مؤخرا، عمليات حماية المعالم الأثرية المكشوفة بجعلها حظائر تسيرها وزارة الثقافة، والتي كانت في السنوات الفارطة عرضة لكل أنواع النهب والتهريب والتخريب الذي تتعرض له يوميا، سواء من طرف الجزائريين الذين جعلوا من هذه التحف المكتشفة تجارة مربحة أو من طرف الأجانب الذين وجدوا هذه المعالم المهمة، والتي لا تقدر بثمن هدية من السماء يمكن الحصول عليها بلا أي جهد يذكر، ويكفي زيارة معلم أثري في قالمة أو تمنراست أو باتنة للحصول على رأس تمثال أحد الامبراطورات الرومانية أو تحف فسيفسائية لا يمكن الحصول عليها إلا إذا عدنا قرونا بعيدة إلى الوراء، أو مجموعة من المجوهرات والقطع النقدية والتحف المختلفة التي نسمع تارة أنها ذهبت إلى فرنسا وتارة أخرى إلى أمريكا وغيرها من البلدان الأجنبية التي كانت تقدر أهمية هذه التحف· ومن بين المجهودات الجبارة التي مست مجال الاهتمام بالتراث كذلك، نذكر الإجراءات القانونية والميزانيات الكبيرة التي تخصص من أجل استرجاع التحف التاريخية التي نهبت من العديد من المعالم الأثرية خصوصا في الجهة الشرقيةوالجنوبية من الوطن، والتي تعتبر أكثر المناطق تعرضا لنهب وسرقة هذه التحف، كما أن هناك جهودا تبذل على مستوى الدولة من أجل صياغة وإعادة ترميم ما خرّبته أو أفسدته العوامل الإنسانية والطبيعة من معالم وتحف، إلى جانب تخصيص مبالغ مالية من أجل إعادة ترميم المتاحف وتمكينها من اقتناء التحف التي يجلبها المواطنون في العديد من المرات· وقد أكدت لنا مديرة المتحف الوطني ''الباردو'' بأن المتحف قد اشترى العديد من التحف الأثرية المهمة جدا من طرف المواطنين الذين يعرضونها للبيع لدى مختلف المتاحف الوطنية بعد إدراك أهميتها، وأن أثمانها تترواح ما بين 500 دينار إلى مليون دينار جزائري في بعض الأحيان، حسب أهمية التحف· لكن كل هذه المجهودات التي تبذلها الدولة من أجل إعادة الاعتبار للتراث الثقافي والتاريخي للجزائر، إلا أن ثقافة زيارة المتاحف في الجزائر تبقى ظاهرة نادرة الحدوث، بحكم العديد من العوامل التي تقف أمام توسعها بين الجزائريين· فواقع السياحة في الجزائر لا يشجع على زيارة المتاحف لا من طرف المواطنين الجزائريين ولا من طرف السواح الأجانب الذين يحسبون على أصابع اليد· وإلى جانب الواقع المزري الذي يصنع واقع السياحة في الجزائر، لا تلعب المدرسة ولا العائلة دورها في تحبيب الثقافة المتحفية للأطفال حتى يشبوا على الرغبة في التعرف على ما خلفه أجدادهم من آثار جمعت في مختلف المتاحف الوطنية، فالعائلة تصطحب أبناءها إلى حديقة الحيوانات والتسلية والى أروقة التسوق ومقام الشهيد وغابة بوشاوي مثلا لكن لا تفكر أبدا في اصطحابهم إلى المتحف· كما أن الزيارات النادرة التي تنظمها المدارس للتلاميذ إلى المتاحف غير مبنية على أسس تجعل التلميذ يميل إلى مثل هذه الفضاءات، بل تجعله مجرد متفرج دون الاندماج وإدراك الأهمية التاريخية والثقافية لتلك التحف· ولهذا فالثقافة المتحفية في الجزائر إلى حد اليوم لم تشفع لها مجهودات الدولة لاعادة الاعتبار للتراث الثقافي والتاريخي للجزائر عامة وللمتاحف خاصة· 70 بالمائة من الترميمات اكتملت والزوار في انتظار العودة الجديدة في 2011 مسّ مشروع الدولة من أجل اعادة الاعتبار للتراث التاريخي والثقافي المادي جميع المتاحف في الجزائر، وذلك من خلال الميزانيات المخصصة لها من أجل اعادة ترميم البنايات والتحف التي راحت ضحية العوامل الجوية تارة وضحية عمرها الطويل تارة أخرى· وحسب مديرة الباردو فاطمة عزوق، فقد خصصت الدولة ما يفوق 10 ملايير سنتيم من أجل اعادة ترميم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المتحف من تحف· ومن أجل إصلاح ما أفسدته الرطوبة والحرارة والأساليب غير السليمة في حفظ بعض التحف، خصص للمتحف مخبر خاص بحفظ التحف ومعالجتها بمواد تمنع تآكلها وتحللها بفعل العوامل الطبيعية وكذلك بتغيير طرق حفظها التي لم تعد تتلاءم مع وضعيتها، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالأواني الفخارية والملابس الجلدية والحلي· كما شملت عمليات الإصلاح والترميم معلم الباردو التاريخي، حيث تم تغطية بعض أعمدته التي تحتوي على قطع رخامية مرسومة من أجل إيقاف فسادها، كما يتم تعويض البعض منها بقطع جديدة تشبهها لملء الفراغ الذي صنعته تلك التي سقطت جراء عوامل الطقس، إلى جانب تغطية النافورات الموجودة في هذا المعلم الأثري كي لا تتضرر بأعمال الترميمات وغيرها من الأعمال الترميمية قبل أن يعاد فتح متحف الباردو كاملا في أوائل السنة المقبلة· يشرف على ترميميات المتحف مكتب دراسات جزائري ومؤسسات مختصة جزائرية كذلك، وقد أكدت لنا عزوق بأن الوزارة بعثت مختصين أمريكيين وإيطاليين من أجل تفقد أشغال الترميم، وقد اكتملت الأشغال، حسب المديرة، بعشر قاعات عرض وعلى بعض الجوانب من المتحف، أي ما يقارب 70 بالمئة من الأشغال، لكن ضيق المساحة لم يسمح بإعادة فتح هذه القاعات نظرا لتحولها إلى مخازن للتحف التي كانت موجودة في القاعات التي يتم ترميمها حاليا، ولذلك فعلى الزوار أن ينتظروا حلول سنة 2011 من أجل زيارة متحف الباردو بالكامل بدلا من زيارة تينهينان والحديقة فقط· نشاطات مبرمجة خلال شهر التراث ومعرض متنقل إلى الولايات وإصدار حول مجموعة للهنود الحمر في الباردو كشفت لنا مديرة المتحف الوطني الباردو عن التحضيرات من أجل تنظيم مجموعة من النشاطات الثقافية من محاضرات ومعارض مختلفة، وذلك خلال الاحتفال بشهر التراث لهذه السنة، كما أكدت على جاهزية المتحف من أجل تحضير معرض متنقل إلى مختلف ولايات الوطن، حيث أكدت إدراج ولاية أدرار ضمن الولايات المبرمجة لاحتضان هذا المعرض لما قبل التاريخ، وهي مبادرة من أجل تمكينها من التعرف على هذه التحف التي لم يتمكنوا من رؤيتها، لأنه لم تتسن لهم فرصة زيارة الباردو· كما يحضّر المتحف من أجل إصدار مؤلف جديد حول المجموعة الهندية الأمريكية، حسبما أكدته لنا مديرة المتحف، وسيضم أبحاثا ودراسات حول هذه المجموعة، مشيرة إلى أن المجموعة الهندية تتشكل من مجموعتين، الأولى تم اقتناؤها سنة 1930 وتضم أكثر من 50 قطعة (قطع مصنوعة من الحجر وبعض القطع الفخارية)، والثانية اقتناها المتحف سنة 1954 وتضم 200 قطعة فخارية· وتضم هذه المجموعة قطعا فخارية عبارة عن أوان منزلية تضم أقداحا وملاعق وآنية لشرب الماء، حيث تعود هذه الأخيرة إلى ما بين القرن ال8 والقرن ال17 جنوب غربي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأغلبية القطع الفخارية والحجرية صادرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعضها من أمريكا اللاتينية وأمريكا الجنوبية، كما يضم المتحف في مجال عصر ما قبل التاريخ مجموعات مختلفة وعديدة تغطي كل مراحل ما قبل التاريخ، حيث يضم قطعا من المغرب العربي ومن إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء وجنوب أوروبا، خاصة من فرنسا، لكن تبقى المجموعة الهندية الأمريكية الأكثر حضورا من حيث العدد، وسيلي الإصدار المخصص للمجموعة الهندية الأمريكية تنظيم معرض في سنة 2011 وذلك عقب أشغال ترميم المتحف·